مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٥٢
أفتسلم يا رسول الله؟
قال: نعم، قال: سمعا وطاعة وطيبة نفسي بالفداء لك يا رسول الله.
ثم أتى مضجعه واضطجع وتسجى بثوبه. وجاء المشركون من قريش فحفوا به لا يشكون أنه رسول الله، وقد أجمعوا أن يضربه من كل بطن من بطون قريش ضربة بالسيف لئلا يطلب الهاشميون من البطون بطنا بدمه، وعلي يسمع ما القوم فيه من تلاف نفسه، ولم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع صاحبه في الغار.
ولم يزل علي صابرا محتسبا فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش، حتى أصبح، فلما أصبح قام، فنظر القوم إليه، فقالوا: أين محمد؟
قال: وما علمي بمحمد أين هو؟ قالوا: فلا نراك إلا مغرورا بنفسك منذ ليلتنا.
فلم يزل علي أفضل، ما بدا به يزيد ولا ينقص، حتى قبضه الله إليه) (8).
وأما الآية الأخرى، فقد ذكرنا في تعليقة (المواقف) في الجواب عن الاستدلال بها وجوها:
الأول: إن نزولها في أبي بكر غير متفق عليه بين المفسرين من أهل السنة، وحتى كونه قول أكثر المفسرين غير ثابت، وإن جاء ذلك في شرح المواقف (9).
ومن المفسرين من حمل الآية على العموم، ومنهم من قال بنزولها في

(٨) العقد الفريد ٥ / ٣٤٩.
(٩) شرح المواقف 8 / 366.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست