مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٢٩
الكافر، والعرب تستعمل (أفعل) في موضع (فاعل) ولا تريد به التفضيل.
انتهى.
قلت: ويجري الكلام بعينه في (الأتقى).
وقال أيضا في قوله تعالى: ﴿وهو أهون عليه﴾ (113) (114): معناه وهو هين عليه، وقد جاء في كلام العرب (أفعل) من غير تفضيل، ومنه قولهم في الأذان: (الله أكبر) أي: الله كبير في قول بعضهم، وقال الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا * بيتا دعائمه أعز وأطول أي: عزيزة طويلة.
وقال معن بن أوس المزني:
لعمرك ما أدري وإني لأوجل * على أينا تعدو المنية أول أي: وإني لوجل.
وقال آخر:
أصبحت أمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل أي: لمائل.
وقال آخر:
تمنى رجال أن أموت وإن أمت * فتلك سبيل لست فيها بأوحد أي: بواحد. انتهى.
وذكر الطبري نحو ذلك في تفسير قوله تعالى: * (وهو أهون عليه) * (115).

(١١٣) سورة الروم ٣٠: ٢٧.
(١١٤) مسائل الرازي وأجوبتها من غرائب آي التنزيل: ٢٦٨ - ٢٦٩.
(١١٥) جامع البيان ٢١ / 24 - 25.
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست