مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٠٩
فإن قال قائل:
إن الشافعي احتج بمراسيله.
قلنا:
مع أن ذلك لو ثبت لم يكن حجة على غيره، فإن البلقيني حكى في (محاسن الاصطلاح) عن الماوردي في (الحاوي) أن الشافعي اختلف قوله في مراسيل سعيد، فكان في القديم يحتج بها بانفرادها، ومذهبه في الجديد أنه كغيره (67). انتهى.
ثم ليعلم أن الحديثين المتقدمين الصريحين في شراء أبي بكر بلالا، وكذا بلاغ ابن المسيب، يدفعها ما رواه ابن عبد البر في (الإستيعاب) (68) بترجمة بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله (ص)، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال: نا محمد بن بكر، قال:
نا أبو داود، قال: قرئ على سلمة بن شبيب - وأنا شاهد - قال: نا عبد الرزاق، قال: نا معمر، عن عطاء الخراساني، قال: كنت عند سعيد بن المسيب فذكر بلالا، فقال: كان شحيحا على دينه، فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله! فلقي النبي (ص) أبا بكر فقال: لو كان عندنا مال اشترينا بلالا.
قال: فلقي أبو بكر العباس بن عبد المطلب فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره وتحرمي ثمنه؟ قالت: وما تصنع به؟!

(٦٧) حاشية العطار على شرح (جمع الجوامع) للجلال المحلي ٢ / ٢٠٣ - ٢٠٤.
(٦٨) الإستيعاب ١ / ١٤٣ - ١٤٤، أسد الغابة ١ / 243.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست