مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٢ - الصفحة ٢٨٦
الحجة السيد علي الشرع، والشيخ علي ابن الشيخ باقر آل صاحب الجواهر.
كما حضر دروس الحكمة والكلام على أحد العلماء الأتراك، وأخيرا حضر على علماء عصره، أمثال: الحجة العلم شيخ الشريعة الأصفهاني، والميرزا النائيني رحمهما الله تعالى، حتى حاز على مرتبة الاجتهاد وبشهادة علماء عصره.
لم يقف - قدس الله سره - عند علمي الفقه والأصول كما هو متعارف عند طلبة العلوم الدينية، بل تجاوزهما بعد أن حصل على بغيته المنشودة منهما إلى بقية المجالات العلمية والأدبية من: الحكمة، والكلام، والأدب، والتأريخ، والنقد، والعقيدة، وغير ذلك من العلوم.
كان - رحمه الله تعالى - واسع الصدر، حسن الخلق، رؤوفا بالضعيف، ناصرا للمظلوم، شديدا على الظالم، لا يجامل ولا يداهن، في غاية الترسل والتواضع في كافة مجالات حياته، مبغضا للشهرة، والدليل على ذلك عندما شرح هذه المنظومة - الشهاب الثاقب - أبى أن يوضع اسمه مقترنا بما يشير إليه بالفضيلة والعلم، وإليك - عزيزي القارئ الكريم - نص العبارة التي وضعت على شرح هذه الأرجوزة: " شرح بعض ألفاظها أقل الطلاب محسن " راجع الصفحة الأخيرة من شرح المنظومة.
كان - رحمه الله تعالى - شديد البأس حازما قويا على كل من يتعرض للإسلام بأي تعريض، فعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، كان من الرعيل الأول الذي لبى نداء الحق للدفاع عن الإسلام، فغادر النجف بمن أطاعه من المسلمين نحو قاعدة الجيش الإسلامي - الشعيبة - وهناك التقى بالقائد الأعلى سماحة آية الله السيد الحبوبي - طاب ثراه - فانظم إليه واستظل بلوائه، فظهرت له في ذلك الموقف آراء وآثار أعربت عن كفاءته وبسالته وتفانيه في نصرة الدين الإسلامي الحنيف.
توفي - رحمه الله تعالى - ليلة الخميس الخامس عشر من ذي القعدة الحرام لسنة 1355 ه‍ في مدينة البصرة، أثناء رجوعه من الأهواز إلى النجف،
(٢٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 ... » »»
الفهرست