مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ٧٥
أقول:
إن هذا الخبر إنما هو فضيلة من فضائل أئمة أهل البيت عليهم السلام، وتكذيب الذهبي - برمي الغلابي بالكذب - جري على عادته في رد فضائلهم عليهم السلام حتى نسب إلى النصب.
ولكني رأيت بعضهم (21) يرد خبر إبلاغ جابر الإمام الباقر السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأن فرقة من الشيعة - اخترعها وسماها بالباقرية - استدلت به على أن الباقر عليه السلام هو " المهدي المنتظر " فقالت هذه الطائفة: " ما أقرأه السلام إلا وهو المنتظر المهدي " قال: " يقال لهم بعد صحة الخبر: ينبغي أن يكون أويس القرني مهديا منتظرا، لأنه صح... ".
ألا سائل يسأل الصفدي: من هذه الفرقة؟! وأين كانت؟! ومن أسسها؟! ومن أين نقلت هذا الاستدلال؟!...
ثم يقال له: إن في ذيل الخبر - عند ابن عساكر -: " يا جابر، إعلم أن المهدي من ولده، واعلم - يا جابر - أن بقاءك بعده قليل ".
فلماذا كل هذا السعي وراء رد فضيلة من فضائل العترة حتى بالافتراء والتزوير؟!
وثالثا: أنا لو تنزلنا عن جميع ما ذكر، وسلمنا ضعف طريق حديث حذيفة، ففي الاحتجاج بحديث غيره كفاية، فقد رأينا أن ابن عساكر - الذي طعن في حديث ابن عباس - لم يطعن في حديث زيد بن أرقم، وحديث أبي ذر، كما لم يطعن في حديث حذيفة.
ورابعا: لو سلمنا ضعف أسانيد جميع هذه الأحاديث، فقد تقرر عندهم أن هكذا حديث - حتى لو كان كل طرقه ضعيفة - حجة:

(٢١) هو الصفدي، أنظر: الوافي بالوفيات ٤ / 102 - 103.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست