مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ٧٠
في شئ من الأسانيد... ولو كان لأفصحوا به، كما وجدنا بالنسبة إلى حديث غيرهما:
فحديث ابن عباس... قال ابن عساكر بعد إخراجه من طريق أبي نعيم: " هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين " وقال أبو نعيم:
" غريب ".
وحديث حذيفة... وإن سكت عنه أبو نعيم وابن عساكر... فقد طعن الذهبي في سنده...
أما قول ابن عساكر: " فيه غير واحد من المجهولين " فيرده:
أولا: سكوت الطبراني والرافعي والمتقي الراوي عنهما، مع طعنه في بعض الأحاديث كما سيأتي.
وثانيا: كلام أبي نعيم، إذ لم يقل إلا: " غريب " وسيأتي بيان معناه وثالثا: إن الراوي عن " ابن أبي رواد " عند الطبراني والرافعي هو:
" يعقوب بن المغيرة الهاشمي " وعند أبي نعيم وابن عساكر والكنجي هو:
" يعقوب بن موسى الهاشمي "، ولا أستبعد أن تكون الجهالة على أثر اختلاف النسخ والاشتباه في اسم الراوي.
وأما قوله: " منكر " فلا يضر باعتبار الحديث، لأن الحافظ النووي يقول في " معرفة المنكر ": " قال الحافظ البرديجي: هو الفرد الذي لا يعرف متنه عن غير راويه، وكذا أطلقه كثيرون... " (7).
وأما قول أبي نعيم: " وهو غريب " فلا يضر كذلك، لأن " الغرابة " تجتمع مع " الصحة " السندية، ولذا نرى كثيرا ما يقولون: " غريب صحيح ".
وقال الحافظ النووي: " الغريب والعزيز: إذا انفرد عن الزهري وشبهه ممن يجمع حديثه رجل بحديث سمي: غريبا، فإن انفرد اثنان أو ثلاثة سمي:

(7) تدريب الراوي - شرح تقريب النواوي 2 / 163.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست