مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٢٥
هاشم، بل على العكس كان قريبا من بني أمية مقربا لديهم، كما سيأتي ذكره.
4 - مغازي وابن شهاب الزهري:
الفائدة الأخرى التي تظهر من الخبر المتقدم هي أن الزهري كان أكثر إنصافا لحقائق التاريخ من عروة.
ومرة أخرى يبدو الزهري أكثر إنصافا من آخرين ممن عاصروه حين يوجه الطعن للتاريخ الذي كان يكتب على عيون بني أمية:
قال معمر: سألت الزهري عن كاتب الكتاب يوم الحديبية، فضحك، وقال: هو علي بن أبي طالب، ولو سألت هؤلاء - يعني بني أمية - لقالوا:
عثمان!! (20).
إذن لم يقتصر الأمر هنا على كتمان مواقف علي عليه السلام وسيره، بل تعدى إلى سلبها منه وإضافتها إلى غيره!
* لا شك أن الخبرين المذكورين قد حفظا للزهري موقفا فريدا، إذ نزه قلمه فيهما عن لونين من ألوان اغتصاب الحقيقة التاريخية، فأبى أن يسوق أحاديث علم أنها وضعت للنيل من علي وبني هاشم، كما أبى أن يسلبهم حقهم ليمنحه آخرين من غيرهم.
ويبقى السؤال: هل استطاع الزهري أن يكون أمينا على السير فيثبتها في محلها بلا زيادة ولا نقصان، وحتى سير علي وبني هاشم والأنصار، في تلك الأجواء التي لم تتوقف عند كتمان سيرهم، بل تعدت ذلك فأثارت حولها سحبا كثيفة لتعكس لهم صورة أخرى تماما؟
هل وفي الزهري للحقيقة وأدى الأمانة على أتم وجه؟
الحق أن من تتبع رواية الزهري للسير والمغازي يجد أنه لم يكن كذلك،

(20) أخرجه عبد الرزاق في المصنف 5 / 343 ح 9722.
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست