مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٢٣
المدينة المنورة سبع سنين.
وإذا كانت هذه الملاحظة قد جاءت هنا خفية، فإنها قد استولت بالكامل على المشهد الآتي:
2 - قال المدائني:
أخبرني ابن شهاب بن عبد الله، قال: قال لي خالد القسري (16): اكتب لي السيرة.
فقلت له: فإنه يمر بي الشئ من سير علي بن أبي طالب، فأذكره؟
قال: لا، إلا أن تراه في قعر الجحيم! (17) فهذا القول الصريح لا يقصر عن أن يكون برهانا على ما نسبناه إلى تاريخ أبان بن عثمان آنفا.
3 - من أصحاب التاريخ:
الذين عرفناهم في القسم الأول: عروة بن الزبير والزهري وموسى بن عقبة، فكيف كان موقفهم من سير علي بن أبي طالب عليه السلام؟
كان عروة بن الزبير واحدا من كبار علماء المدينة، هذا حق، وكان قد اعتزل السياسة أيام النزاع بين أخيه عبد الله وبين الأمويين، هذا ما حفظه له التاريخ، ولكن هل اعتزل أيضا إزاء النزاع الذي حصل حول الخلافة؟
الذي ثبت عنه يفيد القطع بأنه لم يكن معتزلا ذلك النزاع.
فالذي ثبت عنه أن أكثر حديثه كان عن أم المؤمنين عائشة، ولا شك أنها

(١٦) الدمشقي، والي مكة للوليد بن عبد الملك ثم لسليمان بن عبد الملك، ووالي العراق لهشام ابن عبد الملك (سير أعلام النبلاء ٥ / 425).
(17) الأغاني 22 / 21 أخبار خالد بن عبد الله القسري.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست