مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٦ - الصفحة ٢٦٥
كزيد، أم لم يدل كديز مقلوب زيد) (9).
وثانيهما: (الصوت المشتمل على بعض الحروف تحقيقا أو تقديرا) (10) ولم يذكرها هنا دلالة الصوت على معنى وعدم دلالته، ولعله استغنى عن ذلك بإطلاق عبارته الشامل لكل منهما.
والأقرب أنه يريد أن قولنا (قم) مثلا، يشتمل تحقيقا على حرفين، وتقديرا على حروف (أنت)، وليس مراده أن الضمير المستتر هو صوت مشتمل على بعض الحروف تقديرا.
وعرفه السيوطي (ت 911 ه‍) بأنه: (الصوت المعتمد على مقطع) (11) أي: على مخرج في الفم، واكتفى أيضا بإطلاق العبارة في الدلالة على الشمول لما كان مستعملا أو مهملا من الألفاظ، ولما كان مكونا من حرف واحد أو أكثر.
وعرفه الخضري بأنه (صوت معتمد على مخرج من مخارج الفم، محقق كاللسان أو مقدر كالجوف) وفضله على تعريف ابن هشام والأشموني، إذ قال:
(وهذا التعريف للفظ أولى من قولهم: صوت مشتمل على بعض الحروف، لأنه يرد على ما هو حرف واحد كواو العطف، إذ الشئ لا يشتمل على نفسه) (12).
ويبدو أن هذه الإشكال غير وارد، إذ ليس هناك اثنينية بين الصوت وبين الحرف أو الحروف، لكي يكون الصوت وعاء للحرف، بل هما في الواقع شئ (9) شرح قطر الندى، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، ص 11.
(10) أوضح المسالك في شرح ألفية ابن مالك، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد 1 / 11.
(11) أ - همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، السيوطي، تحقيق عبد السلام هارون وعبد العال سالم مكرم 1 / 39.
ب - البهجة المرضية، السيوطي، تحقيق مصطفى الحسيني، ص 7.
(12) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل 1 / 14.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست