مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ٢١
أما كان من حق البحث العلمي الرصين! أن ينقل عن بعض الأعلام الذين صححوا بعض أحاديث المهدي ممن سبق ابن خلدون، أو عاصره، أو لحقه؟!
نعم، أشار إلى من رد على مقالة ابن خلدون بقوله:
" لكن أنصار القديم لقدمه ثارت ثائرتهم " [ص 187].
وذكر أن أحمد بن محمد بن الصديق كتب كتابا أسماه " إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون ".
وكتب أخوه عبد الله كتابا باسم " المهدي المنتظر ".
واكتفى بذكر هذين الأخوين! فكأن المعركة محتدمة بين ابن خلدون وأنصاره من جهة، وبين هذين الأخوين فقط، ولم يذكر بعض أدلتهما على بطلان كلام ابن خلدون!
إن تعبيره عن المصححين لحديث المهدي " بأنصار القديم لقدمه " طعن في جميع المحدثين والعلماء والمحققين من القدماء والمتأخرين والمعاصرين، بأنهم مقلدة لما هو قديم.
وهذا الطعن لا يليق بمن يريد أن يحكم في بحث علمي رصين " موازين النقد " وإنما يناسب " موازين القوى " والأقدر على التهجم والقدح! (11).
ثم إن السادة آل الصديق، الغماريين، المغاربة، هم من العلماء الذين يفتخر بهم الإسلام والمسلمون، وخاصة في المغرب الإسلامي، وخبرتهم واضطلاعهم بعلوم الحديث الشريف، مما لا ينكره العوام، فضلا عن العلماء، فكيف يذكرون بهذا الشكل، المنبئ عن التوهين؟!
والأفضل أن نذكر هنا أسماء المحدثين والعلماء الذين أثبتوا أحاديث

(11) من الطريف أن العنوان الجانبي المطبوع للمقالة هو " تراثنا وموازين القوى " فلاحظ أسفل الصفحات 167 - 213 وهو خطأ، إلا أنه الأنسب بما عمله الكاتب!
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست