مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٢ - الصفحة ١١٥
موجز تاريخ الطباعة لمحة سريعة في تأريخ ظهور الكتابة والورق والطباعة عبد الجبار الرفاعي الكتابة وعاء الحضارة الكتابة من أعظم تجليات الوعي البشري، الذي عبر عن تفوق الإنسان على المخلوقات الأخرى الكثيرة التي تعيش معه على الأرض.
من خلال الكتابة تفرد الإنسان بحفظ تأريخه، ونقل تراثه الممتد في تجاربه الأولى إلى حاضره، واحتضانه وحراسته وحمله إلى مستقبله وأجياله الآتية، فلولا الكتابة لما وصلنا خبر الحضارات القديمة، ولا إنجازاتها وآدابها وفنونها، وهكذا لولا الكتابة لاندثر تأريخ النبوات وباد تراثها المقدس، وتوارى دورها وعطاؤها في تأريخ البشرية.
كما أن التشويهات والتحريفات التي تعرض لها تراث النبوات، هو أحد نتائج عدم مراعاة ضوابط وأصول الكتابة الصحيحة، لأن الحركات التحريفية تعمد دائما إلى تعطيل الدور الحضاري الذي تضطلع به الكتابة في التوثيق، وتحولها إلى أداة للتزييف والتضليل والتجهيل.
ويمكن القول بأن الحركة التكاملية في المعرفة البشرية، والتطور المتواصل في البحث العلمي، وتراكم اكتشافات الإنسان للطبيعة والقوانين - التي تتحكم بها - والفضاء من حولها، لم يكن أن يتحقق شئ من ذلك، لو
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست