مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٥ - الصفحة ٩
وتصميم وجد.
ونفث - بكل قوة - في المسلمين روح الثقة بالنفس، والاطمئنان بالنصر الإلهي، وعرفهم بمواقع الضعف والقوة، وأوقفهم على ما يلزم للسير نحو الفوز الأكبر، الذي هو تحقيق حكم الإسلام، فأثار في المسلمين الشعور بالمسؤولية تجاه ما يحدث حواليهم.
ولقد يسر الله على يديه تحقيق الأمل البعيد، بإنشاء الحكومة الإسلامية، ذلك الأمل الذي كان مغمورا في قلوب الملايين من مسلمي العالم والذي غطاه غبار القرون باليأس.
فكانت ضياءا ونورا في القلوب، وقوة وروحا في الأجساد وأحيى الله - بما قام به الإمام - كل ما مات في قلوب المسلمين من أمل وتطلع ورجاء، وأتم الحجة بذلك، وأمات بدعوته الواضحة الصريحة كل دعوات الباطل، فاندحرت بحركته كل الحركات الاستعمارية المشبوهة، من شرقية وغربية، إسلامية وعلمانية، كانت تدعو إلى غير الحق!.
وقيض الله للإمام أمة الإسلام، التي وجدت فيه خير إمام قائد، وخير مرجع رائد، فكانت خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، انقادت له، وتحركت طوع إرادته وإرشادته، ونصرته وآزرته، معتمدة على الله، ومتضيئة بنور هداه.
حتى أثكلت بفقده - على حين غرة من الدهر - فبكته الملايين في أرجاء المعمورة، ولطمت الصدور، وأسبلت الدموع، ولبست أثواب الحزن والحداد.
وشاء الله أن يكون لوفاته دوي كالصاعقة على أعداء الله، فكانت وفاته مناسبة مشهودة لإظهار عظمة الإسلام ووفاء المسلمين لقائدهم العظيم، ولئن فقدناه اليوم - فقد عز على التاريخ أن يأتي بمثله.
هيهات، لم يأت الزمان بمثله - إن الزمان بمثله لعقيم وما أجدره بأن نقول في رثائه:
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 5 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست