مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٤ - الصفحة ١١
الفكرة خطة واضحة، في الحديث التالي:
عن زرارة، قال، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: علمني دعاء؟ فقال: إن أفضل الدعاء ما جرى على لسانك (1).
فإذا كان الداعي لم يطق أن يستوعب أكثر مما يجري على لسانه، فإن ذلك يكفيه، والمهم أن يكون ملتفتا إلى أساس الدعاء ولبه وهو التركيز على نقطة المبدأ ومركز الانتهاء، في سيره الروحي.
وقد أفصح الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عن هذه الحقيقة لما سأل رجلا: كيف تقول في الصلاة؟
فأجاب الرجل: أما إني أقول: (اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار).
وأضاف الرجل: أما إني - والله - لا أحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ.
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: حولها ندندن (2).
لكن الإسلام قد حدد للدعاء المختار حدودا، وقرر له شروطا، راعى في ذلك بلوغه إلى الكمال المطلوب، ومن ذلك ما يرتبط بألفاظه ولغته.
ففي الوقت الذي أكد على جوانب معناه وأهدافه، لم يهمل جانب أدائه وصيغته.
والحق، أنا إذا أردنا نركز التفاتنا كاملا، فإن كل الحواس - وهي ترتبط بواسطة الأعصاب بعضها بالأخرى - لا بد أن تتجه وتلتفت سواء الحواس الخارجية وجوارحها، أم الحواس الباطنية وقابلياتها، وحاسة النطق - وهي المعبرة عن الجميع - وآلتها اللسان، لا بد أن تتحرك أعصابه، فتكون كلمة الداعي

(١) وسائل الشيعة ٤ / ١١٧١.
(٢) الأسماء المبهمة - للخطب البغدادي -: ١١٦ رقم ٦٣ وانظر: كنز العمال ٢ / 88.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست