مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٠ - الصفحة ٢١٥
يوصي الأحبة ألا تقبضوا بيد * إلا على الدين في سر وفي علن وإن جرى أحد الأقدار فاصطبروا * فالصبر في القدر الجاري من الفطن (135) سقيا لهمته ما كان أكرمها * في سقي ظامي المواضي من دم هتن يقول والسيف لولا الله يمنعه * أبى بأن لا يرى رأسا على البدن يا جيرة الغدر إن أنكرتم شرفي * فإن واعية الهيجاء تعرفني ومذ رقى منبر الهيجاء اسمعها * مواعظا من فروض الطعن والسنن.
كأن أسيافه إذ تستحل دما * صفائح البرق حلت عقدة المزن (140) لله حملته لو صادفت فلكا * لخر هيكله الأعلى على الذقن حتى إذا لم تصب منه العدى غرضا * رموه بالنبل عن موتوره الضغن فانقض عن مهره كالشمس من فلك * فغاب صبح الهدى في الفاحم الدجن وأصبحت ظلمات الشمر محدقة * من الحسين بذاك النير الحسن قل للمقادير قد أحدثت حادثة * غريبة الشكل ما كانت ولم تكن (145) أمثل شمر أذل الله جبهته * يلقى حسينا بذاك الملتقى الخشن واحسرة الدين والدنيا على قمر * يشكو الخسوف على عساله اللدن ما للحوادث لا دارت دوائرها * أصابت الجبل القدسي بالوهن يوم بكت فيه عين المكرمات دما * على الكريم فبلت فاضل الردن يوم أجال القذا في عين فاطمة * حتى استحال وعاء الدمع كالمزن (150) لم تدر أي رزايا الطف تندبها * ضربا على الهام أم سيبا على البدن (7) هي المعالم أبلتها يد الغير * وصارم الدهر لا ينفك ذا أثر أين الألى كان إشراق الزمان بهم * إشراق ناحية الآكام بالزهر جار الزمان عليهم غير مكترث * وأي حر عليه الدهر لم يجر لله من فتية في كربلاء ثووا * وعندهم علم ما يجري من القدر (155)

(7) تنسب هذه الأبيات للشاعر كاظم الأزري - رحمه الله - كما جاء ذلك في كتاب " نفس المهموم " للمحدث الشيخ عباس القمي - قدس سره -.
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست