مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٩ - الصفحة ١٨٢
{اللمعة الجلية في معرفة النية} بسم الله الرحمن الرحيم رب سهل الحمد لله مبدع الصور، منشئ (38) البشر، وخالق الشمس والقمر، الذي بالجود والاحسان اشتهر وفي آياته ومخلوقاته ظهر، وبكنه ذاته عن الأوهام استتر فلا تبلوت (39) به فهم ملك ولا بشر، نحمده على ما نهج لنا من الشرع المطهر، الهادي إلى أحسن السير وأوضح لنا من العبر الباعثة للفكر، المؤدية إلى سعادة البشر.
والصلاة على أشرف الفطر وخلاصة البشر، محمد وآله الغرر، ما همي (40) سحابا وهمر (41)، وغسق ليلا ودجر (42) وتنفس صبحا وانفجر.
أما بعد، فهذه المقدمة الموسومة باللمعة الجلية في معرفة النية، وهي مع اشتمالها على فروع غريبة، ونكات عجيبة، جلوة المطعم، لذيذة المغنم، عملتها راجيا بوضعها الثواب، ومتوكلا على رب الأرباب، وفيها مقدمة وأبواب أما:
المقدمة ففي وجوب النية وحقيقتها ويدل على وجوبها: العقل، لأن الفعل عند صدوره يحتمل وجوها، ولا يخصص بأحدها إلا بالنية، فإن لطمة اليتيم (43) مثلا تحتمل أمرين أحدهما يوجب المدح والآخر الذم.

(٣٨) في المخطوط: (المنشى)، وفي الذريعة ٨: ٣٥٠ / رقم ٦٣٧ (منش) وما أثبتناه أنسب (٣٩) تبلوت: ابتليته أي: استخبرته - لسان العرب ج ١٤: ٨٣ (بلا) (٤٠) همي: همى الماء إذا سال - الصحاح ٦: ٢٥٣٦ (همى) (٤١) همر: الهمر، صب الدمع والماء - المفردات في غريب القرآن: ٥٤٥ (همر) (٤٢) دجر: الديجور، الظلام - مختار الصحاح: ١٩٩ (دجر) (43) في المخطوطة: (التيمم) وما أثبتناه أنسب.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست