عثمان بن مظعون - فارس تبريزيان حسون - الصفحة ٢
المقدمة:
إن الذي حرضني على انتخاب هذا الموضوع والكتابة عنه جهات عديدة، أهمها شبهة وجهت - ولا تزال توجه - إلى الشيعة: بأنهم لا يحترمون صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويقعون فيهم سبا وطعنا. وهذه الشبهة لا أساس لها من الصحة، فإن الشيعة تضع وافر احترامها في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمهم، وتقتدي بهم، وتجعلهم منارا تستنير به، أولئك الذين لم يرتدوا ولم يبدلوا ولم يبدعوا في الدين وبقوا على منهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فالشيعة تجري قواعد الجرح والتعديل على الجميع حتى الصحابة، فمن كان منهم على دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومات وهو على يقين من أمره، ولم يشك في دينه، فتجعله في أعلى القمم، وتقتدي به، ومن أبدع وشك في نبيه ودينه وبدل وغير، فالشيعة وكل حر جعل العقل إمامه يرفضه وينبذه ولا يقتدي به ، لأنه إذا اقتدى به اقتدى ببدعته وضلاله وشكه.
وأما ما روي من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، واحفظوني في أصحابي، ولا تسبوا أصحابي.
و... فهي أحاديث ضعيفة السند، غير قابلة للاعتماد عليها، ومع فرض صحة سندها، فإنها محمولة على الأصحاب الذين بقوا على الدين، والتزموا بشرائط الصحبة، لا أولئك الذين بدلوا وغيروا وأبدعوا...، وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر أمته باتباع من أبدع وغير، وشك في دينه، لمجرد أنه صحابي.
والقرآن والحديث شاهدان على هذا المطلب، وهو ليس كل
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»