شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٤٠
بأي عمل يميزه عن صفته جندي عادي أو ممتاز فأبى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ومنعه حتى من الصلاة مكانه. وإذا نجح أبوها بالخلافة فقد نجحت وتزعمت القسم النسوي وبلغت الأوج وأظهرت غاية ما تكنه من الحقد والحسد للبيت النبوي وموالي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى كانوا في عهد أبيها وعمر كأنهم قضى عليهم بالمحرومية وكأنهم ليس لهم نصيب في الكيان الإسلامي وبالعكس إدخال عناصر كانت لها اليد الطولى في إثارة الفتن والحروب ضد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمثال بني أمية أخص منهم أبو سفيان وولده والحكم وولده وخالد ابن الوليد ذلك الذي عمل المجازر في عهد الأحزاب ناصرا للمشركين وبعد انتقاله الظاهري إلى الإسلام وفتكه بالمسلمين أمثال مالك ابن نويرة وأسرته وغيرهم ذلك الذي حكم عليه عمر بن الخطاب بأنه قتل المسلمين وزنى بالمحصنة وأراد حده وقتله فأبى أبو بكر. راجع الإسناد في كتابنا الجزء الثالث من موسوعة المحاكمات كتاب أبي بكر. تلك الأسناد التي جاء بها العلماء والحفاظ والكتاب التي لا يشك أي مسلم بها.
نعم هذه أم المؤمنين عائشة وهي تعلم أن من دس حديثا كاذبا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فليتبوء مقعده من النار مبالغة في دسها وبالغت في كيل الكرامات لمن مالت إليه والفضائل لمن أرادت رفع منزلته والحط من مقام من تكره بتزييف مناقبه ودس أحاديث ما أنزل الله تعالى بها من سلطان ناسية ما تقول دون أن تنفي ما صدر منها فلطالما عادت تهجو من مدحته وتفتي ضد فتاواها الأولى وتمدح من هجته.
راجع بذلك أحاديثها في عثمان ابن عفان يوم كانت تشد أزره وبعد ذلك يوم غضبت عليه ناسية من المدح والذم فقد كذبت مرتين ناسية إنها ممن يجب أن تقر في بيتها وتبتعد عن الأقاويل والسياسة.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»