شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٥١
وأنشدك بالله أتذكرين مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي قبض فيه فأتاه أبوك ومعه عمر وقد كان علي بن أبي طالب - عليه السلام - يتعاهد ثوب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونعله وخفه ويصلح ما وهي منها، فدخل قبل ذلك فأخذ نعل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهي حضرمية فهو يخصفها خلف البيت فاستأذنا عليه فأذن لهما فقالا: يا رسول الله كيف أصبحت؟ قال أصبحت أحمد الله قالا: فلا بد من الموت قال أجل لا بد من الموت، قالا يا رسول الله فهل استخلفت أحدا قال: ما خليفتي فيكم إلا خاصف النعل.
فخرجا فمرا على علي ابن أبي طالب - عليه السلام - وهو يخصف نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كل ذلك تعرفينه يا عائشة وتشهدي عليه! ثم قالت أم سلمة يا عائشة أنا أخرج على علي - عليه السلام - بعد الذي سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرجعت عائشة إلى منزلها فقالت يا ابن الزبير أبلغهما أني لست بخارجة من بعد الذي سمعته من أم سلمة فرجع فبلغهما فما انتصف الليل حتى سمعت رغاء إبلهما ترتحل فارتحلت معهما.
وجاء في بلاغات النساء لابن طيفور ص 8 والعائق للزمخشري ج 1 ص 29 والعقد الفريد ج 3 ص 69 وشرح نهج البلاغة ج 2 ص 79 قالت أم سلمة لعائشة لما همت بالخروج ولم تؤثر بها النصائح الماضية:
" يا عائشة إنك سدة بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أمته، حجابك مضروب على حرمته، وقد جمع القرآن ذيلك فلا تندحيه وسكن الله عقيرتك فلا تصحريها، الله من وراء هذه الأمة، قد علم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مكانك لو أراد أن يعهد فيك عهدا، بل قد نهاك عن الفرطة في البلاد، ما كنت قائلة لو أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد عارضك بأطراف الفلوات، ناصة قلوصك فعودا من منهل إلى منهل؟ أن بعين الله منواك وعلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تعرضين، ولو أمرت
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»