شرح القصيدة الرائية ، تتمة التترية - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ٢٧٥
فنحن أولى به. فقال عمرو: ما الذي تحتاج إليه؟ قال: كتب الحكمة التي في الخزائن الملوكية: فقال عمرو: هذا ما لا يمكنني أن آمر فيه إلا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فكتب إلى عمر وعرفه قول يحيى. فورد عليه كتاب عمر يقول فيه:
أما الكتب التي ذكرتها فإن كان فيها ما وافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى. وإن كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة إليه، فتقدم بإعدامها فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية وإحراقها في مواقدها فاستنفدت في مدة ستة أشهر فاسمع ما جرى وأعجب ".
تلك جملة من كلام الملطي ذكرها جرجي زيدان في تاريخ التمدن الإسلامي 3 ص 40 برمتها فقال في التعليق عليها:
النسخة المطبوعة في مطبعة الآباء اليسوعيين في بيروت حذفت منها هذه الجملة بسبب لا نعلمه.
إسناد وقال عبد اللطيف البغدادي المتوفى سنة 629 ه‍ في الإفادة والاعتبار ص 28 رأيت أيضا حول عمود السواري من هذه الأعمدة بقايا صالحة بعضها صحيح وبعضها مكسور ويظهر من حالها إنها كانت مسقوفة والأعمدة تحمل السقف وعمود السواري عليه قبة هو حاملها وأرى أنه الرواق الذي كان يدرس فيه أرسطوطاليس وشيعته من بعده وأنه دار المعلم التي بناها الإسكندر حين بنى مدينته وفيها كانت خزانة الكتب التي أحرقها عمرو بن العاص بأمر عمر (رض).
فأي فكرة يأخذها العالم المثقف عنا وهم لا يعرفون إلا وأن خليفة المسلمين الفاتح الفاروق أمر بذلك وهؤلاء أنصاره من بني أمية يشيدون به وأنه العادل والذي
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»