شبهات وردود - السيد سامي البدري - ج ٢ - الصفحة ٩١
أتحملها حيا وميتا (1).

(١) وفي رواية البلاذري ٤: ٥٠١ قال (اكره ان أتحملها حيا وميتا) قلت (بل تحمل أبو حفص حيا وميتا مسؤولية إبعاد علي (عليه السلام) عن موقعه الذي وضعه الله ورسوله فيه، اما تحمله لذلك حيا فقد تبين حين شد عن وسطه وذب عن بيعة أبي بكر وفرضها على المسلمين بكل وسيلة ممكنة حتى لو أدى ذلك إحراق باب فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما مر تفصيله في الفصل الثالث، واما تحمله للأمر ميتا فقد تبين حين ابتكر الشورى السداسية وعين أفرادها وفرض على علي (عليه السلام) ان يكون أحدهم ليضمن ثلاثة أمور الأول: ان لا يبايع علي (عليه السلام) إذ ليس له من أصوات الخمسة الآخرين إلا صوت الزبير في قبال عثمان الذي له أربعة أصوات هذا مضافا إلى شرط جديد في البيعة وهو العمل بسيرة الشيخين وهو يعلم جيدا ان عليا سوف يرفض مثل هذا الشرط.
الثاني: ان تضمن بيعة علي لعثمان ولو كرها قبل ان يخرجوا من البيت وهو يعلم من تجربة السقيفة ان عليا سوف يمتنع من البيعة ويطالب المسلمين بنصرته وانه إذا بايع ولو كرها امنوا من تحركه ضدهم. الثالث: ان تخلق الأنداد لعلي (عليه السلام) كالزبير الذي كان بالأمس جنديا لعلي (عليه السلام) يدافع عنه في قصة السقيفة ثم صار بعد قتل عثمان ندا له ينافسه على الامر ويقاتله عليه.
وتذكر المصادر التاريخية ان عمر كان على يقين من ان الشورى السداسية ستكون لصالح عثمان. قال ابن سعد في طبقاته بترجمة سعيد بن العاص ما خلاصته: " ان سعيد بن العاص اتى الخليفة عمر يستزيده في الأرض ليوسع داره فوعده الخليفة بعد صلاة الغداة وذهب معه إلى داره قال سعيد فزادني وخط لي برجليه فقلت يا أمير المؤمنين زدني فإنه نبتت لي نابتة من ولد وأهل فقال حسبك واختبئ عندك انه سيلي الامر من بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك قال فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتى استخلف عثمان... فوصلني وأحسن وقضى حاجتي وأشركني في أمانته ". وسعيد بن العاص هو من أقرباء عثمان فهو سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن أمية وعثمان هو ابن عفان بن أبي العاص بن أمية.
قال العلامة العسكري " ويتضح من هذه المحاورة ان امر تولية عثمان الخلافة كان قد بت فيه في حياة الخليفة عمر وتعيين الستة في الشورى كان من اجل تمرير هذا الامر.. " معالم المدرستين ج ١ / 183.
(٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 ... » »»
الفهرست