شبهات وردود - السيد سامي البدري - ج ٢ - الصفحة ١٤٤
للنبي (صلى الله عليه وآله) حتى أغضبوه، اما رد فعلهم بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) فهو العمل على خلافها زمن أبي بكر ثم نهي عمر كل المسلمين عن العمل بها.
وتميز موقف علي (عليه السلام) بالاستنكار على عمر استنكارا لينا لما يعلم من شدته، ثم استنكارا شديدا على عثمان في أخريات حكومته حيث تضعضعت سلطته، وكثر كلام الناس عليه، ثم العمل على احياء متعة الحج زمان حكمه.
اما تدرج النبي (صلى الله عليه وآله) في تبليغه الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) وتسمية علي (عليه السلام) فهو واضح لمن يتأمل كلمات النبي (صلى الله عليه وآله) فيهم منذ واقعة الدار والى ما قبل حجة الوداع، إذ يجدها خاصة غير عامة فحديث الدار كان مع بني هاشم، وحديث الكساء كان امام أم سلمة وامام هذه المجموعة أو تلك من أصحابه وهكذا الامر في كل ما اثر عنه (صلى الله عليه وآله) من أحاديث في فضل علي (عليه السلام) أو أحد من أهل بيته، اما في خطبته يوم عرفة وحديثه في الغدير فقد كان ذكر أهل بيته وعلي (عليه السلام) امام كل أصحابه الذين بلغ عددهم مأة الف أو يزيدون، وقد كثر لغطهم لما قرن النبي (صلى الله عليه وآله) أهل بيته بالقرآن وجعل التمسك بهما أمانا من الضلالة وذكر الاثني عشر منهم (1)، وبسبب اللغط والصخب لم يسم عليا في خطبته في عرفة.

(١) مسند احمد ج ٥: ٩٩ حديث سمرة بن جندب؟
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 149 150 ... » »»
الفهرست