سياسة الأنبياء - السيد نذير يحيى الحسيني - الصفحة ٩٧
القرآن الكريم ونتابع القصة معه ولنرى ماذا كانت نتيجة السباق نحو الباب؟ كانت النتيجة إن السيد أنهى السباق بوقوفه وراء الباب فصور لنا القرآن ذلك وقال * (وألفيا سيدها لدا الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم) * (1) رفعت الدعوى وأعطت الحكم بالترديد بين السجن والعذاب والأليم، أما يوسف صمت في أول اللحظات احتراما وأدبا لمقام العائلة التي تربى فيها ولكن عندما سمع بذلك دافع عن نفسه * (قال هي راودتني عن نفسي) * (2) دفاعا عن نفسه قالها وإلا أدب النبوة يمنعه في أن يشتكي للعزيز في أول الأمر، وأخذت القصة تتفاعل والملكة تبحث عن الشهود فالمرأة ثبتت الادعاء ويوسف ينفي حتى قال القرآن * (وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين) * (3) وفتشوا عن ذلك وجدوا القميص قد من الخلف ليرد التهمة على امرأة العزيز ويفلج الحق ويزهق الباطل، فحكم العزيز عليها وقال * (إنه من كيدكن آن كيدكن عظيم) * (4) الدرس الخامس يوسف ونساء مصر * (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين) * * (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن واعتدت لهن متكئا وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم) * * (قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونن من الصاغرين) * (5).
مشهد آخر من مشاهد الأثارة في قصة يوسف (عليه السلام) وسط حفل نسائي دعت إليه امرأة العزيز عندما سمعت الكلام السائد واللوم عليها من قبل النساء فأرادت أن تثأر لنفسها من هذا الكلام وتوقف الشائعات السائدة وخصوصا تلك التي بين النساء

(١) يوسف: ٢٥.
(٢) يوسف: ٢٦.
(٣) يوسف: ٢٦ - ٢٧.
(٤) يوسف: ٢٨.
(٥) يوسف: ٣٠ - 31 - 32.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»