رسالة فى حديث خطبة على ، بنت أبي جهل - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٩
(3) تأملات في متن الحديث ومدلوله وبعد، فإنه لا بد من التأمل في متن الحديث ومدلوله... فلا بد من النظر إلى المتن.. لأنه في كل مورد يختلف فيه متن الحديث والأسانيد معتبرة، يلجأ العلماء إلى القول بتعدد الواقعة.. واما حيث لا يمكن الالتزام بتعددها وتعذر الجمع بين ألفاظ الحديث.. فذلك عندهم قرينة قوية على أن لا واقعية للقضية...
هذا ما قرره العلماء.. وبنوا عليه في كثير من الأحاديث الفقهية وأخبار القضايا التاريخية.. ونحو ذلك...
ولا بد من النظر في الدلالة... فقد يكون الحديث صحيحا سندا ولكنه يخالف - من حيث الدلالة - الضرورة العقلية أو محكم الكتاب أو قطعي السنة أو واقع الحال...
ونحن ننظر في متن هذا الحديث ومدلوله، بعد فرض صحة سنده وقبوله.. في فصول:
تأملات في خصوص حديث المسور:
1 - لقد جاء عن مسور: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا محتلم قال ابن حجر بشرح البخاري: في رواية الزهري عن علي بن حسين عن المسور - الماضية في فرض الخمس -: (يخطب الناس على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم). قال ابن سيد الناس:
هذا غلط. والصواب ما وقع عند الإسماعيلي بلفظ (كالمحتلم). أخرجه من طريق يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم بسنده المذكور إلى علي بن الحسين. قال: والمسور لم يحتلم في حياة النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، لأنه ولد بعد ابن الزبير، فيكون عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه [واله] وسلم ثمان سنين (1)

(١) فتح الباري ٩ / 268 - 270.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست