بحوث قرآنية في التوحيد والشرك - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٢٤
وقال سبحانه: * (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد) *. (1) الثاني: التوحيد في الخالقية والمراد أنه ليس في صحيفة الوجود خالق غير الله سبحانه، ولا مؤثر سواه، وأن عندما في الكون من السماوات والأرض والجبال والبحار والعناصر والمعادن والنباتات والأشجار فهو مخلوق لله سبحانه، فوجودها وأفعالها وآثارها كلها مخلوقة لله تبارك وتعالى.
فالشمس وحرارتها، والقمر وإنارته، والنار وإحراقه وغير ذلك من الفواعل والأسباب كلها مخلوقة لله تبارك وتعالى مع آثارها ومسبباتها، قال سبحانه: * (قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار) * (2). وقال سبحانه: * (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل) * (3) وقال تعالى: * (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه) *. (4) لكن جرت مشيئته على خلق الأشياء عن طريق أسبابها فكون العالم كله مخلوقا لله سبحانه ليس بمعنى إنكار علاقة السببية ، كما سيوافيك.

1. الاخلاص / 1 - 4.
2. الرعد / 16.
3. الزمر / 62.
4. الأنعام / 102.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»