الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ٣٧
بالباب) (1).
ومن دعاء الإمام زين العبادين (عليه السلام): (اللهم قد أكدى الطلب وأعيت الحيل إلا عندك، وضاقت المذاهب وامتنعت المطالب وعسرت الرغائب وانقطعت الطرق إلا إليك، وتصرمت الآمال وانقطع الرجاء إلا منك، وخابت الثقة وأخلف الظن إلا بك، اللهم إني أجد سبل المطالب إليك منهجة، ومناهل الرجاء إليك مفتحة، وأعلم أنك لمن دعاك لموضع إجابة، وللصارخ إليك لمرصد إغاثة، وأن القاصد لك لقريب المسافة منك...) (2).
12 - العمل بما تقتضيه المعرفة:
على الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه، بأن يفي بعهد الله ويطيع أوامره، وهما من أهم الشروط في استجابة الدعاء.
عن جميل، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، قال: قال له رجل: جعلت فداك، إن الله يقول: * (ادعوني أستجب لكم) * (3) وإنا ندعو فلا يستجاب لنا!
قال (عليه السلام): (لأنكم لا توفون بعهد الله، لو وفيتم لوفى الله لكم) (4).
وعن أبي حمزة، قال: إن الله أوحى إلى داود (عليه السلام): (يا داود، إنه ليس عبد من عبادي يطيعني فيما آمره إلا أعطيته قبل أن يسألني، وأستجيب له

(١) الكافي ٢: ٣٤٤ / ٣.
(٢) بحار الأنوار ٩٥: ٤٥٠ / ٣.
(٣) سورة غافر: ٤٠ / ٦٠.
(٤) تفسير القمي ١: ٤٦ في تفسير قوله تعالى: * (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) * البقرة: 2 / 40.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»