الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ٣٥
اشتكى بصره، فقيل له: لو دعوت الله أن يشفي بصرك؟ فقال: إني عن ذلك لمشغول، وما هو من أكبر همي: قالوا: وما يشغلك عنه؟ قال: العظيمتان:
الجنة والنار) (1).
وجاء في الحديث القدسي: (يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاسألوني الهدى أهدكم، وكلكم فقير إلا من أغنيته، فاسألوني الغنى أرزقكم، وكلكم مذنب إلا من عافيته، فاسألوني المغفرة أغفر لكم) (2).
ومن دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): (يا ذا الجلال والاكرام أسألك عملا تحب به من عمل به، ويقينا تنفع به من استيقن به حق اليقين في نفاذ أمرك.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واقبض على الصدق نفسي، واقطع من الدنيا حاجتي، واجعل فيما عندك رغبتي شوقا إلى لقائك، وهب لي صدق التوكل عليك) (3).
11 - معرفة الله وحسن الظن به سبحانه:
قال العلامة الحلي (رضي الله عنه): من شروط حسن الدعاء علم الداعي كون ما يطلبه بدعائه مقدورا لمن يدعوه، وهذا يتضمن أن من دعا الله تعالى يجب أن يكون عارفا به وبصفاته (4).
فعلى الداعي أن يوقن برحمة الله اللامتناهية، وبأنه سبحانه لا يمنع

(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»