الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ١٢
ينبغي أن تقرأ إلا مع البكاء والتضرع والخشوع التام، وينبغي أن تترصد الأوقات لها.
وهذان القسمان من الدعاء ببركة أهل البيت (عليهم السلام) عندنا كثير.
فأما القسم الأول فأكثرها مذكورة في مصباحي الشيخ الطوسي والكفعمي، وكتابي التتمات والاقبال لابن طاووس في ضمن التعقيبات وأدعية الأسبوع وأعمال السنة وغيرها.
والقسم الثاني أيضا منشورة في عرض تلك الكتب وغيرها، كالأدعية الخمس عشرة، والمناجاة المعروفة بالانجيلية، ودعاء كميل النخعي وغيرها، والصحيفة الكاملة جلها بل كلها في المقام الثاني (1).
علاقة الدعاء بالعبادة:
تقدم أن العبادة هي أحد الأمور التي يصدق عليها مفهوم الدعاء اللغوي الواسع، ويدل على ذلك آيات قرآنية كثيرة وردت في هذا السياق، منها قوله تعالى: * (لن ندعو من دونه إلها) * أي لن نعبد إلها دونه، فهذه الآية وغيرها تترجم الصلة اللغوية الدائمة القائمة بين العبادة والدعاء.
أما الصلة الاصطلاحية بين العبادة والدعاء، فإن الدعاء في نفسه عبادة، لأنهما يشتركان في حقيقة واحدة، هي إظهار الخشوع والافتقار إلى الله تعالى، وهو غاية الخلق وعلته، قال تعالى: * (وما خلقت الجن

(1) الاعتقادات / المجلسي: 41.
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»