الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٧
الجهة الثانية:
في أن العمل جزء من الإيمان وعدمه قد عرفت أن الخوارج والمعتزلة جعلوا الإيمان مركبا من التصديق والعمل ولأجله كفروا مرتكب الكبيرة أو جعلوه في منزلة بين المنزلتين، لكن دراسة الموضوع حسب الآيات القرآنية يرشدنا إلى خروج العمل عن الإيمان، وتكفي في هذه الآيات التالية:
1 - قال سبحانه: * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * (البقرة - 277) فمقتضى العطف هو المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه، فلو كان العمل داخلا فيه لزم التكرار، واحتمال كون المقام من قبيل ذكر الخاص بعد العام يتوقف على وجود نكتة لتخصيصه بالذكر. أضف إلى ذلك أن الصالحات جمع معرف يشمل الفرض والنقل، والقائل بكون العمل جزءا من الإيمان يريد به خصوص فعل الواجبات واجتناب المحرمات، فكيف يمكن أن تكون الصالحات بهذا المعنى جزء الإيمان ويكون ذكره من قبيل عطف الخاص على العام.
2 - قال سبحانه: * (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن) * (طه - 112) وقوله: * (وهو مؤمن) * جملة حالية والمقصود يعمل صالحا حال كونه مؤمنا وهذا يقتضي المغايرة.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»