الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ١٣٦
في القلعة، المكتبة الكبرى التي تعب الإسماعيليون النزاريون في جمع نفائسها.
وقد استطاع الصاحب علاء الدين الجويني أن ينقذ بعض ما فيها (1).
وترك هولاكو عند لمبسر من يحاصرها وتقدم في اتجاه قزوين حيث نزل في 27 ذي الحجة سنة 654 ه‍ على بعد سبعة فراسخ منها. ثم أرسل خورشاه إلى بلاط أخيه منكوقا آن، وقبل أن يصل أرسل منكوقا آن من قتله في الطريق بين أبهر وقزوين كما قتل أسرته رجالا ونساء وأطفالا.
هذا ما جرى من المغول على من سماهم ابن تيمية الإسماعيلية الملاحدة، ومع ذلك فإن ابن تيمية يجعلهم أنصار المغول ومساعديهم.
هذا هو منطق ابن تيمية دائما....
في السهول التي مر فيها المغول في تتبعي لأحداث المغول والإسماعيليين في أماكن حدوثها، زرت المناطق التي كان ينطلق فيها المغول ومما كتبته في وصف رحلاتي هذا المقال الذي أنشره هنا لارتباطه بالوقائع والأماكن التي نتحدث عنها:
هنا ترن في سمعك أصداء الحرب والعلم والشعر مجتمعة، فتحيرك إلى أيها تصغي وأين تنجذب.

(1) شهد علاء الدين الجويني مع هولاكو فتح قلاع النزاريين وعني بوصف ما جرى هناك وصفا تاريخيا ممتعا في كتابه الذي ألفه بالفارسية وسماه (جهان كشا) قائلا: كنت أعرف بأن هناك خزانة كتب ثمينة طبقت شهرتها الآفاق وقلت يحسن انتهاز الفرصة للاطلاع على هذه الخزانة فوافق هولاكو فورا ووزرت الخزانة وانتقيت أنفس ما فيها من المصاحف والكتب وأخرجتها كما " يخرج الحي من الميت " وحملت محتوياتها من آلات الرصد كذات الكرسي وذات الحلق إلى أنواع من الاسطرلابات التامة والمنصفة وذات الشعاع. وأما الكتب المجردة في عقائد الإسماعيلية ودعوتهم فذهبت طعمة للنيران. ثم أشار إلى ما اشتملت عليه الخزانة من الذهب وهي مقادير لا تحصى. هذا ومن النفائس التي ظفر بها علاء الدين الجويني في الخزانة كتاب في تاريخ الجيل والديلم ألف باسم فخر الدولة البويهي واستفاد منه الجويني، ونقل نبذة عنه في تاريخ تلك الأصقاع " الشبيبي في كتاب ابن الفوطي ".
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 ... » »»