أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ٤٣
هذا البيت الشريف وعلى من أظهر لهم الولاء. انظر إلى يوسف والي هشام على العراق بعد قتله زيدا وهو يخطب في الكوفة ماذا يقول: يا أهل المدرة الخبيثة... لا عطاء لكم عندنا ولا رزق ولقد هممت أن أخرب بلادكم ودوركم وأحرمكم أموالكم أم والله ما علوت منبري إلا أسمعتكم ما تكرهون عليه فإنكم أهل بغي وخلاف ما منكم إلا من حارب الله ورسوله إلا حكيم بن شريك المحاربي. ولقد سألت أمير المؤمنين أن يأذن لي فيكم ولو أذن لقتلت مقاتلتكم وسبيت ذراريكم 1 كل ذلك لأن أهل العراق أظهروا الولاء أكثر من غيرهم للإمام علي و بنيه.
ويكتب هشام إلى يوسف بن عمر الثقفي بعد أن وصله رأس زيد بن علي بن الحسين (ع) مهداة من يوسف: أن اصلبه عريانا فصلبه يوسف كذلك، ففي ذلك يقول بعض شعراء بني أمية يخاطب آل أبي طالب وشيعتهم:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة ولم أر مهديا على الجذع يصلب 2 ويقال إن هشاما أرسل إلى يوسف أن احرق عجل العراق فحرقوه 3 وقيل إن الوليد كتب إليه: أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل العراق فاحرقه وانسفه في اليم نسفا.. 4 وأيهما كان الكاتب فما أحدهما بأقل من الآخر حقدا.
وهكذا أظهر هشام العداء لآل أبي طالب بشكل معلن بعد مقتل

(١) - الطبري ج ٥ ص ٥٥٨.
(٢) - الطبري ج ٥ ص ٥٠٧.
(٣) - مروج الذهب ج ٢ ص ٢٠٧.
(٤) - البدء والتاريخ ج ٦ ص ٤٩.
(٥) - مقاتل الطالبيين ص ١٣٩.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»