أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ٤٠
تكلم عبد الملك حتى تلد. وكانت تثني الوسائد وتركب الوسادة وتزجرها كأنها دابة، وتشتري الكندر فتمضغه وتعمل منه تماثيل، وتضع التماثيل على الوسائد وقد سمت كل تمثال باسم جارية، وتنادي يا فلانة ويا فلانة. فطلقها عبد الملك لحمقها. وسار عبد الملك إلى مصعب فقتله، فلما قتله بلغه مولد هشام، فسماه منصورا يتفاءل بذلك وسمته أمه باسم أبيها هشام فلم ينكر ذلك عبد الملك 1، فلا غرابة إذن أن يكون هشام شكس الأخلاق خشن الجانب قليل البذل للنوال كما وصفه بعضهم 2، وإذا تصورنا الذين التفوا حوله من حثالات بني أمية وما كانوا عليه من مذهب، لأدركنا سر السبعية التي أظهرها لآل أبي طالب. فهذا هو هشام يعزم إلى مكة وقبل أن يدخل المدينة " لقيه سعيد بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان وهشام يسير فنزل له فسلم عليه ثم سار إلى جنبه فصاح هشام أبا الزناد - يقول أبو الزناد - فتقدمت فسرت إلى جنبه الآخر فأسمع سعيدا يقول: يا أمير المؤمنين إن الله لم يزل ينعم على أهل بيت أمير المؤمنين وينصر خليفته المظلوم ولم يزالوا يلعنون في هذه المواطن الصالحة أبا تراب، فأمير المؤمنين ينبغي له أن يلعنه في هذه المواطن الصالحة 3...، ويتظاهر هشام نفاقا أنه ما قدم لشتم أحد ولا للعنه. وهو الذي يحمل الإمام أبي جعفر الباقر (ع) إلى الشام، فلما يصل بابه يتآمر مع أصحابه للاستهزاء من الإمام.
فلما يدخل أبو جعفر (ع) " قال بيده السلام عليكم فعمهم بالسلام جميعا

(١) - الطبري ج ٥ ص ٣٧٧.
(٢) - التنبيه والأشراف ص ٢٧٩.
(3) الطبري ج 5 ص 384.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»