إبطال ما استدل به لإمامة أبي بكر - السيد علي الميلاني - الصفحة ٤٨
الإجماع على خلافة أبي بكر، ليس بمعنى أن القوم كلهم كانوا مجمعين وموافقين على إمامته، بل إن إمامته قد وقعت في الحقيقة ببيعة عمر فقط وفي السقيفة، بعد النزاع بين المهاجرين والأنصار، وإلقاء النزاع بين الأنصار الأوس والخزرج، يكفي أن أشير إلى هذا المطلب.
لكن مع ذلك عندما نراجع إلى هذه الكتب يقولون بأن الأولى أن نسكت عن مثل هذه القضايا ولا نتكلم عنها، فإن رسول الله قد أمر بالسكوت عما سيقع بين أصحابه، لا داعي لطرح مثل هذه القضايا وللتعرض لمثل هذه الأمور.
وإني أرى من المناسب أن أقرأ لكم نص عبارة السعد التفتازاني في شرح المقاصد، لتروا كيف يضطربون، وإنهم إلى أين يلتجئون، يقول السعد:
إن جمهور علماء الملة وعلماء الأمة أطبقوا على ذلك - أي على إمامة أبي بكر - وحسن الظن بهم يقضي بأنهم لو لم يعرفوه بدلائل وإمارات لما أطبقوا عليه.
قلت: إذا كان كذلك، إذا كنا مقلدين للصحابة من باب حسن الظن بهم، فلماذا أتعبنا أنفسنا؟ ولماذا اجتهدنا فنظرنا في الأدلة وجئنا بالآية والحديث، كنا من الأول نقول: بأنا في هذه المسألة
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 47 48 49 51 52 53 54 » »»
الفهرست