أهل الكوفة فإني في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة أني سمعت عطاء بن رياح يقول: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قول الله عز وجل * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أنا وعلي نلقي في جهنم كل من عادانا " فقال أبو حنيفة لابن قيس: قم بنا لا يجئ ما هو أعظم من هذا، فقاما وانصرفا. (1) الرابع عشر: السيد المرتضى في كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة عن القاضي الأمين أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد الحلابي المغازلي قال: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الدباس عن علي بن محمد بن مخلد عن جعفر بن حفص عن سواد بن محمد عن عبد الله بن نجيع عن محمد بن مسلم البطايخي عن محمد بن يحيى الأنصاري عن عمه حارثة عن يزيد بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: دخلت يوما على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أرني الحق حتى أتبعه فقال (صلى الله عليه وآله): " يا بن مسعود لج المخدع فانظر ماذا ترى ". فولجت فرأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) راكعا وساجدا وهو يقول عقيب صلاته: اللهم بحرمة محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتي، قال ابن مسعود: فخرجت لأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك فوجدته راكعا وساجدا وهو يقول: " اللهم بحرمة عبدك علي اغفر للخاطئين من أمتي " قال ابن مسعود: فأخذني الهلع حتى غشي علي فرفع النبي (صلى الله عليه وآله) رأسي وقال: " يا بن مسعود أكفر بعد إيمان؟ " فقلت: معاذ الله ولكني رأيت عليا يسأل الله تعالى بجاهك، ونظرت إليك وأنت تسأل الله تعالى بجاهه، فلا أعلم أيكما أوجه عند الله من الآخر فقال: " يا بن مسعود إن الله خلقني وعليا والحسن والحسين من نور عظمته قبل الخلق بألفي عام حين لا تسبيح ولا تقديس، وفتق نوري فخلق منه السماوات والأرض، وأنا أفضل من السماوات والأرض، وفتق نور علي فخلق منه العرش والكرسي وعلي أجل من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم، والحسن أجل من اللوح والقلم، وفتق نور الحسين فخلق منه الجنان والحور العين، والحسين أفضل منهما، فظلمت منهما المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى الله عز وجل الظلمة وقالت: اللهم بحق هؤلاء الأشباح الذي خلقت إلا ما فرجت عنا هذه الظلمة، فخلق الله عز وجل روحا وقرنها بأخرى فخلق منهما نورا ثم أضاف النور إلى الروح فخلق منها الزهراء (عليها السلام)، فمن ذلك سميت الزهراء، فأضاء منها المشرق والمغرب. يا بن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي: أدخلا النار من شئتما وذلك قوله تعالى: * (ألقيا في جهنم كل كفار عنيد) * فالكفار من جحد نبوتي، والعنيد من
(٦٦)