غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٧ - الصفحة ٦٠
وكذب عليه.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبك إلا استروح (1) إلى هذا الكلام وأبيض وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حربا أو جحد لك حقا إلا أسود وجهه واضطربت قدماه، فبينا أنا كذلك إذا بملكين قد أقبلا [إلي] أما أحدهما فرضوان خازن الجنان، وأما الآخر فمالك خازن النار، فيدنو إلي رضوان فيسلم علي ويقول:
السلام عليك يا نبي الله، فأرد عليه السلام فأقول: من أنت أيها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه؟
فيقول: أنا رضوان خازن الجنة أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة، فخذها يا رسول الله (2)، فأقول: [قد] قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي، فادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، فيدفعها إليه ويرجع رضوان.
ثم يدنو مالك خازن النار فيسلم علي ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فأقول له: وعليك السلام أيها الملك، ما أنكر رؤيتك وأقبح وجهك! من أنت؟
فيقول: أنا مالك خازن النار أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي وفضلني به، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب، فيدفعها إليه، ثم يرجع مالك فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على حجرة (3) جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها واشتد حرها [وكثر شرارها] فتنادي جهنم: يا علي جزني فقد أطفأ نورك لهبي، فيقول لها علي: أقري يا جهنم، ذري هذا وليي، وخذي هذا عدوي، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه فإن شاء يذهب به يمنة وإن شاء يذهب به يسرة ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي فيما يأمرها به من جميع الخلائق، وذلك أن عليا [يومئذ] قسيم الجنة والنار " (4).
الثالث: الشيخ في أماليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله عز وجل * (القيا في جهنم كل كفار عنيد مناع) * قال: " نزلت في وفي علي بن أبي طالب، وذلك إنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي وشفعك يا علي ؤ وكساني وكساك يا علي. ثم قال لي ولك يا علي: ألقيا في جهنم كل من أبغضكما وأدخلا

(١) أي وجد الراحة واللذة.
(٢) في المصدر: يا محمد.
(٣) في المصدر: يقف على شفير.
(٤) تفسير القمي: ٢ / ٣٢٦، وتأويل الآيات: ١ / 148.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثلاثون والمائة في زهد أمير المؤمنين عليه السلام من طريق الخاصة وفيه ثلاثون حديثا 5
2 الباب الحادي والثلاثون والمائة في خوفه من الله وبكائه من خشية الله تعالى وخبر ضرار وخبر أبي الدرداء، وطلاقه الدنيا ثلاثا من طريق العامة وفيه عشرة أحاديث 16
3 الباب الثاني والثلاثون والمائة في خوفه عليه السلام من الله وبكائه من خشية الله تعالى وخبر ضرار، وتصور الدنيا له عليه السلام وطلاقه الدنيا من طريق الخاصة وفيه ستة أحاديث 21
4 الباب الثالث والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين عليه السلام ينادي يوم القيامة من طريق العامة وفيه حديثان 26
5 الباب الرابع والثلاثون والمائة في أن عليا ينادي يوم القيامة من طريق الخاصة وفيه حديث واحد 27
6 الباب الخامس والثلاثون والمائة في أن الركبان الأربعة يوم القيامة منهم أمير المؤمنين عليه السلام من طريق العامة وفيه ثلاثة أحاديث 28
7 الباب السادس والثلاثون والمائة في ان الركبان يوم القيامة أربعة منهم علي عليه السلام من طريق الخاصة وفيه خمسة أحاديث 30
8 الباب السابع والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة حامل لواء الحمد وولي الحوض وساقيه من طريق العامة وفيه أحد عشر حديثا 34
9 الباب الثامن والثلاثون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يوم القيامة حامل لواء الحمد وولي الحوض وساقيه من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 40
10 الباب التاسع والثلاثون والمائة في أنه عليه السلام حامل اللواء يوم القيامة وساقي الحوض وقسيم الجنة والنار من طريق العامة زيادة في ما تقدم وفيه ثمانية وعشرون حديثا 48
11 الباب الأربعون والمائة في أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قسيم الجنة والنار من طريق الخاصة وفيه ثمانية عشر حديثا 59
12 الباب الحادي والأربعون والمائة في إمامة الامام الثاني عشر من الأئمة الاثني عشر: 77
13 الباب الثاني والأربعون والمائة في إمامة الامام الثاني عشر عليه السلام من الأئمة الاثني عشر 119
14 الباب الثالث والأربعون والمائة في ذكر ما استدل به الشيخ ابن طلحة على الامام المهدي عليه السلام 135
15 الباب الرابع والأربعون 142
16 نصيحة لطيفة وهداية شريفة نختم بها هذا الكتاب 150
17 في رسائل الجاحظ حول أحقية الأمير عليه السلام بالخلافة وأفضليته 153