الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٢٢٨
أهل الكوفة، وتولية عبد الله بن سعد بن أبي (1) سرح وعبد الله ابن عامر بن كريز (2) وحتى يروى عنه في أمر ابن أبي سرح أنه لما تظلم منه أهل مصر، وصرفه عنهم بمحمد بن أبي بكر كاتبه بأن يستمر على ولايته، فأبطن خلاف ما أظهر وهذا طريقة من غرضه خلاف الدين، ويقال أنه كاتبه بقتل محمد بن أبي بكر وغيره ممن يرد عليه، وظفر بذلك الكتاب، ولذلك عظم التظلم من بعد وكثر الجمع، وكان سبب الحصار والقتل، وحتى كان من أمر مروان وتسلطه عليه * وعلى أمور ما قتل بسبه وذلك ظاهر لا يمكن دفعه ومن * (3) ذلك رده الحكم ابن أبي العاص إلى المدينة، قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله سيره وطرده، وامتنع أبو بكر وعمر من رده فصار بذلك مخالفا للسنة، ولسيرة من تقدمه، مدعيا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عاملا بدعواه من غير بينة [وفي دون هذا يطعن في حاله (4)] ومن ذلك أنه كان يؤثر أهل بيته بالأموال العظيمة التي هي

(١) عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري أسلم قبل الفتح وهاجر واستكتبه رسول الله صلى الله عليه وآله فيمن استكتبهم فكان يحرف ما يمليه عليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ارتد ورجع إلى مكة فلما كان يوم الفتح أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بقتله في جماعة سماهم ولو وجدوا تحت أستار الكعبة فغيبه عثمان - وكان أخاه من الرضاعة - ثم أتى به رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله العفو عنه فصمت رسول الله صلى الله عليه وآله طويلا ثم قال: نعم، فلما انصرف عثمان قال صلى الله عليه وآله لمن حوله: (ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه) فقال رجل من الأنصار فهلا أومأت إلي يا رسول الله قال: (إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة الأعين) ولاه عثمان مصر وبسوء سيرته ثار المصريون على عثمان ثم لم يبايع عليا عليه السلام وانضم إلى معاوية يوم صفين وتوفي بعسقلان سنة ٥٩ أسد الغابة ٣ / 172.
(2) عبد الله بن عامر بن كريز ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري وهو ابن خمس وعشرين سنة (انظر طبقات ابن سعد 5 / 30).
(3) ما بين النجمتين ساقط من المغني.
(4) الزيادة من المغني.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»