التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٧١
شكرتم وآمنتم) (1)؟ قال: قد فعل ذلك بهم من غير ذنب جنوه بل ابتدأهم بالكفر، ثم عذبهم عليه، وليس للآية معنى.
وقال بعض هؤلاء: وقد عوتب على ارتكابه معاصي الله، فقال: إن كنت عاصيا لامره، فأنا مطيع لإرادته.
وجرى عند بعض هؤلاء ذكر إبليس وإبائه، وامتناعه من السجود لآدم، فأخذ الجماعة يلعنونه، ويذمونه، فقال: إلى متى هذا اللوم، ولو خلي لسجد، ولكن منع، وأخذ يقيم عذره، فقال بعض الحاضرين: تبا لك أتذب عن الشيطان، وتلوم الرحمن.
ومر بلص مقطوع اليد على بعض هؤلاء، فقال: مسكين مظلوم أجبره على السرقة، ثم قطع يده عليها.
وقيل لبعضهم: أترى الله كلف عباده ما لا يطيقون، ثم يعذبهم عليه ؟ قال: والله قد فعل ذلك، ولكن لا نجسر أن نتكلم.
وقال بعض هؤلاء: ذنبة أذنبا أحب إلي من عبادة الملائكة، قيل:
ولم؟ قال: لعلمي بأن الله قضاها علي وقدرها، ولم يقضها إلا والخيرة لي فيها.
وقرأ قارئ بحضرة بعض هؤلاء (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) (2) فقال: هو والله منعه، ولو قال إبليس ذلك لكان صادقا، وقد أخطأ إبليس الحجة، ولو كنت حاضرا لقلت له أنت منعته.

1 النساء (147).
2 ص (75).
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»