التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٨٢
عز الدين (1)، وكذلك السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني (2).
قال بعض العدلية: بلغنا ذلك بالسند الصحيح مع أن جماعة العترة القدماء عدلية، وكذا المتأخرين، إلا من غلب عليه مذهب أهل بلده، وضعفت همته عن النظر في طلب الحق، ودخل تحت أسر تقليد المنحرفين عن العترة، وهم أفراد لا يؤبه لهم، ولا ينظر إليهم، لأنهم مقلدون وتابعون غير متبوعين، وخرجوا عما أجمع عليه العترة قبل وجودهم، وليسوا من المشهورين المحققين، كما اشتهر السيد الشريف الجرجاني بالفطنة والتحقيق، وهو هذا قد رجع إلى العدل، وهو اللائق بفطنته، وهمته العلوية.
فصل ومما استدلت به العدلية من الآيات قوله تعالى: (إياك نعبد) إذ لا يعقل إلا أن العابد غير المعبود.
(و إياك نستعين) كذلك، وإلا كان المعنى نستعين بك على فعلك

1 هو الامام عز الدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد عليهم السلام، ولد لعشر ليال بقين من شوال سنة 880 ه له مصنفات كثيرة نافعة، توفي رحمه الله في 22 رجب سنة 900 ه، ودفن بهجرة فلله من أعمال صعدة.
2 هو السيد الشريف علي بن محمد بن علي الجرجاني، يرتفع نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب، ومن أجل هذا لقب بالشريف، كما لقب بالسيد، ولد سنة 740 ه بلغ مبلغا من المعرفة صار بها إماما في جميع العلوم العقلية، وغيرها، متفردا فيها مصنفا في جميع أنواعها، متبحرا في دقيقها وجليلها، وطار صيته في الآفاق، وانتفع الناس بمصنفاته في جميع البلاد.
قال العلامة محمد بن إسحاق العبدي في كتابه ابطال العناد: السيد الشريف أعظم من كان في حزب الأشاعرة الجبرية، لكنه قد بلغنا بالسند الصحيح المتصل بابن بنته، أنه ما مات إلا وقد رجع عن هذه المذاهب الردية، وهو اللائق بفطنته وهمته العلوية، فلا نطيل هنا بذكر السند في رجوعه إلينا، والحمد لله الذي من علينا. اه توفي سنة 816 ه كتبها عبد الله إبراهيم الهادي.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»