التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ١٤٧
قال: فقال لي: يا ابن عباس: أشكو إليك ابن عمك، سألته أن يخرج معي فلم يفعل، ولم أزل أراه واجدا فبم تظن موجدته؟
قلت: إنك لتعلم، قال: أظنه لا يزال كئيبا لفوت الخلافة، قلت:
هو ذاك إنه يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد الامر له.
فقال: يا ابن عباس، وأراد رسول الله الامر له؟ فكان ماذا إذا لم يرد الله تعالى، ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد ذلك، وأراد الله غيره (1)، فنفذ مراد الله، ولم ينفذ مراد رسوله.
وفيه عن ابن عباس قال: دخلت على عمر فقال: يا ابن عباس، لقد أجهد هذا الرجل نفسه في العبادة، حتى نحلته رياء.
قلت: وما يقصد بالرياء؟
قال: يرشح نفسه بين الناس بالخلافة؟
قلت: وما يصنع بالترشيح، قد رشحه لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصرفت عنه.
قال: إنه كان شابا حدثا، فاستصغرت العرب سنه، وقد كمل الآن، إلى آخر الكلام بطوله.
وفيه: فميل عبد الرحمن إلى جهة عثمان، وانحرافه عن علي عليه السلام قليلا، وليس هذا بمخصوص بعبد الرحمن بل قريش قاطبة، كانت منحرفة عنه.
وقال فيه: وأنا أعجب من لفظة عمر، إن كان قالها، إن فيه - يعني عليا عليه السلام - بطالة، وما أظن عمر إن شاء الله قالها،

1 حاشا الله أن يريد ما لا يأمر، وحاشا رسول الله أن يريد غير مراد الله، ومن قال عليه هذا فقد أبطل عصمته.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»