التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ١٤٣
وقوله وقد سمع صارخا ينادي: أنا مظلوم فقال: (هلم فلنصرخ معا فإني ما زلت مظلوما).
وقوله: (وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى).
وقوله: (أرى تراثي نهبا).
وقوله: (اصغيا بإنائنا وحملا الناس على رقابنا).
وقوله: (إن لنا حقا إن نعطه نأخذه، وان نمنعه نركب اعجاز الإبل، وإن طال السرى).
وقوله: (ما زلت مستأثرا علي مدفوعا عما استحقه واستوجبه.
وأصحابنا يحملون ذلك كله على ادعائه الامر بالأفضلية والأحقية، وهو الحق والصواب.
فإن حمله على الاستحقاق بالنص تكفير، أو تفسيق لوجوه المهاجرين والأنصار، ولكن الامامية والزيدية، حملوا هذه الأقوال على ظواهرها، وارتكبوا بها مركبا صعبا، ولعمري أن هذه الألفاظ موهمة، ومغلبة على الظن ما يقوله القوم، لكن تصفح الأحوال، تبطل ذلك الظن، ويدرأ ذلك الوهم، فوجب أن يجرى مجرى الآيات المتشابهات.
وقال فيه: (استعديك) أطلب ان تعديني عليهم، وأن تنصف لي منهم (قطعوا رحمي) لم يراعوا قربة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وصغروا عظيم منزلتي) لم يقفوا مع النصوص الوارة فيه (وأجمعوا على منازعتي أمرا هو لي) أي بالأفضلية، هكذا ينبغي أن يتأول كلامه.
وكذلك قوله: (إنما اطلب حقا لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه) قال فيه، وقد روى كثير من المحدثين أنه
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»