مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٣٣٥
قوله تعالى: * (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) * [80 / 37] أي يكفيه عن الاهتمام بغيره، من (أغن عني شرك) أي اصرفه عني وكفه.
قيل: ومنه * (لم يغنوا عنك من الله شيئا) [45 / 19].
وفي الحديث: (خير الصدقة ما كانت عن ظهر غنى) (1) أي ما كان عفوا قد فضل عن غنى. وقيل: أراد ما فضل عن قوت العيال وكفايتهم، فإذا أعطيتها غيرك أبقيت بعدها لك ولهم غنى وكانت عن استغناء منك ومنهم، والظهر قد يرد في مثل هذا إشباعا للكلام وتمكينا، كأن صدقته مستندة إلى ظهر قوي من المال.
ومثله: (خير الصدقة ما أبقت غنى) أي أبقت بعدها لك ولعيالك غنى.
وقيل: ما أغنيت به من أعطيت عن المسألة و (الغنى) كإلى أو كسحاب: ضد الفقر يقال: (ليس عنده غناء) أي ما يغتنى به و (أوشك الله له بالغناء) بالفتح والمد يريد به الكفاية.
وفى الحديث: (من يستغن بالله وعطائه يغنه الله) أي يخلق في قلبه غنى، أو يعطيه ما يغنيه عن الخلق.
وغنيت بكذا من باب تعب وتغنيت به: إستغنيت به.
وتغانوا: استغنى بعضهم عن بعض.
وفى الخبر: (إن القرآن نزل بالحزن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به، فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا) (2) قال الشيخ أبو علي في تفسيره عند ذكر هذا: تأول بعضهم (تغنوا) بمعنى استغنوا به وأكثر العلماء على أنه تزيين الصوت.
و (الغناء) ككساء: الصوت المشتمل على الترجيع المطرب أو ما يسمى بالعرف غناء وإن لم يطرب، سواء كان في شعر أو قرآن أو غيرهما، واستثنى منه الحدو

(١) في الكافي ج ٤ ص ٢٦: أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى (2) جامع الاخبار ص 49
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445