مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٧٩
النار بتوحيده وايمانه لايصال الثواب الذي استحقوه بطاعتهم إليهم، فيكون " ما " بمعنى من، والمراد بالاستثناء من الذين سعدوا وخلودهم في الجنة أيضا هؤلاء الذين ينقلون إلى الجنة من النار، والمعنى خالدين فيها إلا ما شاء ربك من الوقت الذي أدخلهم فيه النار قبل أن ينقلهم إلى الجنة، فما ههنا على بابه والاستثناء الثاني من الزمان والأول في الأعيان انتهى (1) وأنت خبير بأن الآيات الدالة على عقاب العصاة وخلودهم في النار المراد به المكث الطويل، واستعماله بهذا المعنى.
قوله: (أخلد إلى الأرض) [7 / 176] أي مال وركن إلى الدنيا وشهواتها واتبع هواه في إيثار الدنيا.
قوله: (وهم فيها خالدون) [2 / 25] أي باقون.
قوله: (ولدان مخلدون) [56 / 17] أي مبقون ولدانا لا يهرمون ولا يتغيرون قوله: (يحسب أن ماله أخلده) [104 / 3] من الخلود، وهو دوام البقاء يقال خلد الرجل يخلد خلودا، وأخلده الله تخليدا.
وأخلد بالمكان: أقام به، وخلد أيضا وبابه قعد.
ومنه " جنة الخلد " أي دار الإقامة.
والخلد بالتحريك: البال، يقال وقع ذلك في خلدي أي في روعي وقلبي والمخلد إلى الشئ: المستند إليه.
وأخلد إلى الدنيا: ركن إليها ولزمها.
ومنه حديث علي عليه السلام في ذم الدنيا " من دان لها وآثرها وأخلد إليها فكذا " (2).
و " مخلد " وزان جعفر من أسماء الرجال.
خ ل س في الحديث " لا يقطع المختلس المختلس " وهو الذي يأخذ المال خفية من غير الحرز، والمستلب هو الذي يأخذه جهرا ويهرب مع كونه غير محارب، يقال خلست الشئ خلسا من باب ضرب:
اختطفته بسرعة على غفلة، واختلسته

(١) مجمع البيان ج ٣ ص ١٦٤ - ١٦٥.
(٢) نهج البلاغة ج ١ ص ٢١٨.
(٦٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 674 675 676 677 678 679 680 681 682 683 684 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614