مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٧٤
بالبناء للفاعل، وهو الله تعالى، و " ما " بمعنى الذي، أو بمعنى أي، وقرئ عن النبي - صلى الله عليه وآله -: (قراة أعين)، أي لا تعلم النفوس كلهن ولا نفس واحدة منهن، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، أي نوع عظيم من الثواب جنى لهم وادخر.
قوله تعالى: (أكاد أخفيها) [20 / 15] أي أسترها أو أظهرها، يعني أزيل عنها خفاء أي غطاءها، وهو من الأضداد. وقال في المصباح - بعد أن ذكر خفي من الأضداد -: وبعضهم يجعل حرف الصلة فارقا، فيقول: " خفي عليه " إذا استتر، و " خفي له " إذا ظهر.
و " الخفي " الخافي، ومنه قوله تعالى:
(ينظرون من طرف خفي) [42 / 45].
قوله تعالى: (ومن هو مستخف بالليل) [13 / 10] أي مستتر به.
قوله تعالى (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) [33 / 37] قيل، أخفى في نفسه أنه إن طلقها زيد وتزوجها لامه الناس أن يقولوا: أمره بطلاقها ثم تزوجها. وقيل:
إن الذي أخفاه هو أن الله سبحانه أعلمه بما ستكون من أزواجه، وان زيدا سيطلقها، فأبدى سبحانه ما أخفاه في نفسه بقوله (زوجناكها) ولم يرد سبحانه بقوله، (وتخشى الناس والله أحق أن تخشه) خشيته التقوى، لأنه - صلى الله عليه وآله - كان يتق الله حق تقاته، ويخشاه فيما يجب أن يخشى فيه، ولكن المراد خشية الاستحياء، لان الحياء من شيمة الكرام (1).
وفى الحديث: " إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي " (2) يعنى المعتزل عن الناس، الذي يخفى عليهم مكانه، أو المنقطع إلى العبادة، المشتغل بأمور نفسه.

(١) (انظر تفسير الآية الشريفة في مجمع البيان ج ٤ ص ١٦٠.
(٢) في عدة الداعي ص ١٥٨: " أحب العباد إلى الله الأتقياء الأخفياء ".
(٦٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 669 670 671 672 673 674 675 676 677 678 679 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614