مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٣٩٩
ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه وأخرجه إلى الناس، فلما فرغ منه وكتبه قال لهم: هذا كتاب الله كما أنزله الله على محمد جمعته من اللوحين. فقالوا:
هذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه. فقال: أما والله لن تروه بعد يومكم هذا، إنما كان علي أن أخبركم كيف جمعت القرآن ".
وفي نقل آخر " إن أمير المؤمنين عليه السلام جمع القرآن في المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بمدة قدرها سبعة أيام بعد وفاته ".
وفي الخبر " إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما " قيل إن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق منها بشرا طارت في جسم المرأة تحت كل ظفر وشعر، ثم تمكث أربعين ليلة ثم تنزل دما في الرحم، فذلك جمعها.
قيل ويجوز أن يريد بالجمع مكث النطفة في الرحم أربعين يوما تتخمر فيه حتى تتهيأ للخلق والتصوير فتخلق بعد الأربعين.
وفى الحديث " خذ بما أجمع عليه أصحابك واترك الشاذ الذي ليس بمشهور ".
وفيه سئل أبو جعفر عليه السلام عن معنى الواحد فقال " إجماع الألسن عليه بالوحدانية ".
ونحو ذلك جاء في الحديث، وهو في اللغة الاتفاق والعزم على الامر، وفي الاصطلاح العلمي هو عبارة عن اتفاق مخصوص، فالاجماع من قوم هو جمعهم في الآراء وإن كانوا متفرقين في الأبدان والاجتماع يكون في الأبدان وإن كانوا متفرقين في آرائهم.
قال الشيخ في العدة: ذهب الجمهور الأعظم والسواد الأكثر إلى أن طريق كون الاجماع حجة السمع دون العقل، ثم اختلفوا فذهب داود وكثير من أصحاب الظاهر إلى أن اجماع الصحابة هو الحجة دون غيرهم من أهل الاعصار، وذهب مالك ومن تابعه إلى أن الاجماع المراعى هو إجماع أهل المدينة دون غيرهم، وذهب الباقون إلى أن الاجماع حجة في كل عصر ولا يختص ذلك ببعض الصحابة ولا باجماع أهل المدينة.
ثم قال: والذي نذهب إليه أن الأمة
(٣٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 404 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614