لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣١٨
عشرته، وإنما هم أهل النادي، والنادي مكانه ومجلسه فسماه به، كما يقال تقوض المجلس. الأصمعي: إذا أورد الرجل الإبل الماء حتى تشرب قليلا ثم يجئ بها حتى ترعى ساعة ثم يردها إلى الماء، فذلك التندية. وفي حديث طلحة:
خرجت بفرس لي أنديه (* قوله أنديه تبع في ذلك ابن الأثير، ورواية الأزهري: لأنديه.)، التندية: أن يورد الرجل فرسه الماء حتى يشرب، ثم يرده إلى المرعى ساعة، ثم يعيده إلى الماء، وقد ندا الفرس يندو إذا فعل ذلك، وأنشد شمر:
أكلن حمضا ونصيا يابسا، ثم ندون فأكلن وارسا أي حمضا مثمرا. قال أبو منصور: ورد القتيبي هذا على أبي عبيد روايته حديث طلحة لأنديه، وزعم أنه تصحيف، وصوابه لأبديه، بالباء أي لأخرجه إلى البدو، وزعم أن التندية تكون للإبل دون الخيل، وأن الإبل تندى لطول ظمئها، فأما الخيل فإنها تسقى في القيظ شربتين كل يوم، قال أبو منصور: وقد غلط القتيبي فيما قال، والصواب الأول، والتندية تكون للخيل والإبل، قال:
سمعت العرب تقول ذلك، وقد قاله الأصمعي وأبو عمرو، وهما إمامان ثقتان.
وفي هذا الحديث: أن سلمة بن الأكوع قال كنت أخدم طلحة وأنه سألني أن أمضي بفرسه إلى الرعي وأسقيه على ما ذكره ثم أنديه، قال: وللتندية معنى آخر، وهو تضمير الخيل وإجراؤها حتى تعرق ويذهب رهلها، ويقال للعرق الذي يسيل منها الندى، ومنه قول طفيل:
ندى الماء من أعطافها المتحلب قال الأزهري: سمعت عريفا من عرفاء القرامطة يقول لأصحابه وقد ندبوا في سرية استنهضت ألا وندوا خيلكم، المعنى ضمروها وشدوا عليها السروج وأجروها حتى تعرق. واختصم حيان من العرب في موضع فقال أحدهما: مركز رماحنا ومخرج نسائنا ومسرح بهمنا ومندى خيلنا أي موضع تنديتها، والاسم الندوة. وندت الإبل إذا رعت فيما بين النهل والعلل تندو ندوا، فهي نادية، وتندت مثله، وأنديتها أنا ونديتها تندية. والندوة، بالضم: موضع شرب الإبل، وأنشد لهميان:
وقربوا كل جمالي عضه، قريبة ندوته من محمضه، بعيدة سرته من مغرضه يقول: موضع شربه قريب لا يتعب في طلب الماء. ورواه أبو عبيد:
ندوته من محمضه، بفتح نون الندوة وضم ميم المحمض. ابن سيده:
وندت الإبل ندوا خرجت من الحمض إلى الخلة ونديتها، وقيل: التندية أن توردها فتشرب قليلا ثم تجئ بها ترعى ثم تردها إلى الماء، والموضع مندى، قال علقمة بن عبدة:
ترادى على دمن الحياض، فإن تعف، فإن المندى رحلة فركوب (* قوله فركوب هذه رواية ابن سيده، ورواية الجوهري بالواو مع ضم الراء أيضا.) ويروى: وركوب، قال ابن بري: في ترادى ضمير ناقة تقدم ذكرها في بيت قبله، وهو:
إليك، أبيت اللعن أعملت ناقتي، لكلكلها والقصريين وجيب
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»
الفهرست