لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ١٧٨
قال أبو عبيد: سئل ابن عباس، رضي الله عنهما، عن رجل جعل أمر امرأته بيدها، فقالت له: أنت طالق ثلاثا، فقال ابن عباس: خطأ الله نوءها ألا طلقت نفسها ثلاثا.
قال أبو عبيد: النوء هو النجم الذي يكون به المطر، فمن همز الحرف أراد الدعاء عليها أي أخطأها المطر، ومن قال خط الله نوءها جعله من الخطيطة. قال أبو سعيد: معنى النوء النهوض لا نوء المطر ، والنوء نهوض الرجل إلى كل شئ يطلبه، أراد: خطأ الله منهضها ونوءها إلى كل ما تنويه، كما تقول: لا سدد الله فلانا لما يطلب، وهي امرأة قال لها زوجها: طلقي نفسك، فقالت له: طلقتك، فلم ير ذلك شيئا، ولو عقلت لقالت: طلقت نفسي.
وروى ابن الأثير هذا الحديث عن عثمان، وقال فيه: إن الله خطأ نوءها ألا طلقت نفسها. وقال في شرحه: قيل هو دعاء عليها، كما يقال: لا سقاه الله الغيث، وأراد بالنوء الذي يجئ فيه المطر. وقال الحربي: هذا لا يشبه الدعاء إنما هو خبر، والذي يشبه أن يكون دعاء حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: خطأ الله نوءها، والمعنى فيهما لو طلقت نفسها لوقع الطلاق، فحيث طلقت زوجها لم يقع الطلاق، وكانت كمن يخطئه النوء، فلا يمطر.
وناوأت الرجل مناوأة ونواء: فاخرته وعاديته. يقال: إذا ناوأت الرجل فاصبر، وربما لم يهمز وأصله الهمز، لأنه من ناء إليك ونؤت إليه أي نهض إليك ونهضت إليه. قال الشاعر:
إذا أنت ناوأت الرجال، فلم تنؤ * بقرنين، غرتك القرون الكوامل ولا يستوي قرن النطاح، الذي به * تنوء، وقرن كلما نؤت مائل والنوء والمناوأة: المعاداة. وفي الحديث في الخيل: ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام، أي معاداة لهم. وفي الحديث: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على من ناوأهم، أي ناهضهم وعاداهم.
* نيأ: ناء الرجل، مثل ناع، كنأى، مقلوب منه: إذا بعد، أو لغة فيه.
أنشد يعقوب:
أقول، وقد ناءت بهم غربة النوى، * نوى خيتعور، لا تشط ديارك واستشهد الجوهري في هذا الموضع بقول سهم بن حنظلة:
من إن رآك غنيأ لان جانبه، * وإن رآك فقيرا ناء، فاغتربا ورأيت بخط الشيخ الصلاح المحدث، رحمه الله، أن الذي أنشده الأصمعي ليس على هذه الصورة، وإنما هو:
إذا افتقرت نأى، واشتد جانبه، * وإن رآك غنيا لان، واقتربا وناء الشئ واللحم ينئ نيئا، بوزن ناع ينيع نيعا، وأنأته أنا إناءة إذا لم تنضجه. وكذلك نهئ اللحم، وهو لحم بين النهوء والنيوء، بوزن النيوع، وهو بين النيوء والنيوءة: لم ينضج. ولحم نئ، بالكسر، مثل نيع: لم تمسسه نار، هذا هو الأصل. وقد يترك الهمز ويقلب ياء فيقال: ني، مشددا. قال أبو
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805