شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ١٧٤
الأول مع كونه مدة، لئلا يلتبس بناء ببناء، بل يقلب الثاني إلى حرف قابل للحركة مناسب للألف، وهو الهمزة، لكونهما حلقيين، إذ الأول مدة لاحظ لها في الحركة، ولا سبيل إلى قلب الثاني واوا أو ياء، لأنه إنما فر منهما، ولكون تحرك الواو والياء وانفتاح ما قبلهما سببا ضعيفا في قلبهما ألفا، ولا سيما إذا فصل بينهما وبين حة ألف يمنعه عن التأثير وقوع حرف لازم بعد الواو والياء، لان قلبهما ألفا مع ضعف العلة إنما كان لتطرفها، إذ الاخر محل التغيير، وذلك الحرف نحو تاء التأنيث إذا لزمت الكلمة كالنقاوة (1) والنهاية، وألف التثنية إذا كان لازما كالثنايان (2) إذ لم يأت ثناء للواحد، والألف والنون لغير التثنية كغزوان ورمايان على وزن سلامان (3) من الغزو والرمي، فإن كانت التاء غير لازمة - وهي التاء الفارقة بين المذكر والمؤنث في الصفات - كسقاءة وغزاءة لقولهم: سقاء وغزاء، وتاء الوحدة القياسية نحو استقاءة واصطفاءة، أو ألف المثنى غير اللازمة نحو كساءان ورد أمان، قلبتا، لكونهما كالمتطرفتين، وإنما جاز عظاءة وعظاية (4)

(1) انظر (ج 1 ص 156) (2) انظر (ص 60 من هذا الجزء) (3) سلامان: وردت هذه الكلمة مضبوطة بضبط القلم في نسخ القاموس بضم السين، وفى اللسان ضبطت بالفتح بضبط القلم أيضا، وصرت ياقوت في المعجم بأنها بفتح السين أو كسرها، والسلامان: شجر، واسم ماء لبنى شيبان، وبطنان: أحدهما في قضاعة، والاخر في الأزد (4) العظاءة - بظاء مشالة مفتوحة وبالمد، ويقال فيها عظاية بالياء -: دويبة أكبر من الوزغة، وتسمى شحمة الأرض، وهي أنواع كثيرة منها الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر، وكلها منقطة بالسواد، قال في اللسان: " قال ابن جنى:
وأما قولهم عظاءة وعباءة وصلاءة فقد كان ينبغي لما لحقت الهاء آخرا وجرى الاعراب عليها وقويت الياء بعدها عن الطرف، ألا تهمز، وألا يقال إلا عظاية وعباية وصلاية، فيقتصر على التصحيح دون الاعلال، وألا يجوز فيه الأمران، كما اقتصر في نهاية وغباوة وشقاوة وسعاية ورماية على التصحيح دون الاعلال، إلا أن الخليل رحمه الله قد علل ذلك فقال: إنهم إنما بنوا الواحد على الجمع، فلما كانوا يقولون عظاء وعباء وصلاء فيلزمهم إعلال الياء لوقوعها طرفا أدخلوا الهاء وقد انقلبت اللام همزة فبقيت اللام معتلة بعد الهاء كما كانت معتلة قبلها، قال: فان قيل: أو لست تعلم أن الواحد أقدم في الرتبة من الجمع وأن الجمع فرع على الواحد؟ فكيف جاز للأصل وهو عظاءة أن يبنى على الفرع وهو عظاء؟ وهل هذا إلا كما عابه أصحابك على الفراء في قوله: إن الفعل الماضي إنما بنى على الفتح لأنه حمل على التثنية، فقيل: ضرب لقولهم: ضربا، فمن أين جاز للخليل أن يحمل الواحد على الجمع؟ ولم يجز للفراء أن يحمل الواحد على التثنية؟ فالجواب أن الانفصال من هذه الزيادة يكون من وجهين:
أحدهما أن بين الواحد من المضارعة ما ليس بين الواحد والتثنية، ألا تراك تقول: قصر وقصور، وقصرا وقصورا، وقصر وقصور، فتعرب الجمع إعراب الواحد، وتجد حرف إعراب الجمع حرف إعراب الواحد، ولست تجد في التثنية شيئا من ذلك، إنما هو قصران أو قصرين، فهذا مذهب غير مذهب قصر وقصور، أو لا ترى إلى الواحد تختلف معانيه كاختلاف معاني الجمع لأنه قد يكون جمع أكثر من جمع كما يكون الواحد مخالفا للواحد في أشياء كثيرة، وأنت لا تجد هذا إذا ثنيت، إنما تنتظم التثنية ما في الواحد البتة، وهي لضرب من العدد البتة، لا يكون اثنان أكثر من اثنين كما تكون جماعة أكثر من جماعة، هذا هو الامر الغالب، وإن كانت التثنية قد يراد بها في بعض المواضع أكثر من الاثنين فان ذلك قليل لا يبلغ اختلاف أحوال الجمع في الكثرة والقلة، فلما كانت بين الواحد والجمع هذه النسبة وهذه المقاربة جاز للخليل أن يحمل الواحد على الجمع، ولما بعد الواحد من التثنية في معانيه ومواقعه لم يجز للفراء أن يحمل الواحد على التثنية، كما حمل الخليل الواحد على الجماعة " اه‍
(١٧٤)
مفاتيح البحث: الجواز (1)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإمالة 4
2 تعريف الإمالة وسببها. بين اللفظين. الترقيق 4
3 أسباب الإمالة ليست بموجبة لها 5
4 عدم تأثير الكسرة في الألف المنقلبة عن واو 8
5 مواضع تأثير الياء في الإمالة الألف 9
6 إمالة الألف المنقلبة عن مكسور في الفعل 10
7 إمالة الألف الصائرة ياء 11
8 الإمالة للإمالة 13
9 إمالة ألف التنوين 14
10 حروف الاستعلاء تمنع الإمالة وشروط ذلك 14
11 أثر الراء في الإمالة 20
12 إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث 24
13 حظ الحروف والأسماء المبنية من الإمالة 26
14 إمالة عسى 26
15 إمالة أسماء حروف التهجي 27
16 إمالة الفتحة منفردة 27
17 تخفيف الهمزة. أنواعه وشرطه 30
18 كان أهل الحجاز ولا سيما قريش لا يهمزون 32
19 تخفيف الهمزة الساكنة 32
20 تخفيف الهمزة المتحركة الساكن ما قبلها 32
21 تخفيف الهمزة المتحركة المتحرك ما قبلها 44
22 التزام حذف همزة خذ و كل في التخفيف دون مر 50
23 تخفيف ما أوله همزة إذا دخلت عليه أل 51
24 تخفيف الهمزتين المجتمعتين في كلمة إذا تحركت الأولى فقط 52
25 تخفيف الهمزتين المجتمعتين في كلمة إذا سكنت الأولي وتحركت الثانية 53
26 تخفيف الهمزتين المجتمعتين في كلمة إذا تحركتا 53
27 رأى العلماء في تخفيف الجموع التي آخرها ياء قبلها همزة نحو مطايا 59
28 طريق التخفيف فيما توالى فيه أكثر من همزتين 62
29 تخفيف الهمزة المجتمعتين في كلمتين 63
30 الإعلال 66
31 تعريف الإعلال وأنواعه وحروفه 66
32 مواقع الواو والياء في الكلمات 71
33 قلب الواو همزة إذا كانت فاء 76
34 قلب كل من الواو والياء تاء إذا وقع فاء 80
35 قلب الواو ياء والياء واوا 83
36 حذف كل من الواو والياء إذا وقع فاء 87
37 قولهم لا يجمع بين إعلالين في كلمة فيه نظر 93
38 قلب الواو والياء ألفا إذا وقعتا عينين 95
39 تصحيح العين عند اعتلال اللام 112
40 اللغات في استحى وتخريج العلماء لها 119
41 صيغ ظاهرها ما يقتضى الإعلال ولكن لم تعل، وسبب ذلك 123
42 قلب كل من الياء والواو همزة إذا وقع عينا 127
43 حكم الياء إذا كانت عينا لفعلي 134
44 حكم الواو المكسور ما قبلها إذا وقعت عينا 137
45 قلب الواو ياء إذا اجتمع مع ياء 139
46 الإعلال بالنقل 143
47 لغات الأجوف المبنى للمفعول 155
48 شروط إعلال العين في الاسم غير الثلاثي 156
49 قلب الواو والياء ألفا إذا وقعتا لأمين 157
50 قلب الواو ياء إذا وقعت لاما 160
51 قلب كل من الواو والياء همزة إذا وقع طرفا 173
52 قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص 177
53 قلب الياء ألفا والهمزة ياء في فعائل وشبهه 179
54 مواضع إسكان الواو والياء 182
55 مواضع حذف الواو والياء إذا كانتا لأمين 185
56 حذف اللام سماعا 186
57 حكم الياءين المجتمعتين من حيث الإعلال وعدمه 186
58 حكم الياءات الثلاثة إذا اجتمعت 187
59 حكم الياءات الأربعة إذا اجتمعت 191
60 حكم الواوين إذا اجتمعتا 193
61 حكم الواوات الثلاثة إذا اجتمعت في الآخر 195
62 حكمها إذا اجتمعت في الوسط 196
63 حكم الواوات الأربعة إذا اجتمعت 196
64 الابدال 197
65 تعريف الابدال وأماراته حروف الابدال 199
66 مواطن إبدال الهمزة 203
67 مواطن إبدال الألف 208
68 مواطن إبدال الياء 209
69 مواطن إبدال الواو 213
70 مواطن إبدال الميم 215
71 مواطن إبدال النون 218
72 مواطن إبدال التاء 219
73 مواطن إبدال الهاء 222
74 مواطن إبدال اللام 226
75 مواطن إبدال الطاء مواطن إبدال الدال 227
76 مواطن إبدال الجيم 229
77 مواطن إبدال الصاد 230
78 مواطن إبدال الزاي 231
79 أنحاء الصاد نحو الزاي وإشمام السين صوت الزاي 232
80 قلب السين زايا عند كلب 233
81 إشراب الجيم والشين صوت الزاي 233
82 الادغام 234
83 إدغام المثلين والمتقاربين 235
84 حكم الهمزتين المتجاورتين من حيث الادغام وعدمه 236
85 حكم الواو والياء الساكنين إذا وليهما متحرك كذلك 237
86 لم يضع العرب اسما أو فعلا رباعيا أو خماسيا فيه حرفان أصليان متماثلا متصلان 238
87 ليس في الأسماء التي توازن الافعال مزيد في أوله أو وسطه مثلان متحركان 239
88 حكم اجتماع المثلين في أول الكلمة ووسطها 239
89 حكم اجتماع المثلين في آخر الكلمة 240
90 حكم اجتماع المثلين في كلمتين 247
91 مخارج الحروف الأصلية 250
92 مخارج الحروف الفرعية 254
93 صفات الحروف 257
94 طريق إدغام المتقاربين 264
95 امتناع إدغام المتقاربين للبس أو ثقل 266
96 امتناع إدغام المتقاربين للمحافظة على صفة الحرف 269
97 المسوغ الإدغام كل من الواو والياء في صاحبه 270
98 المسوغ الإدغام النون في اللام 271
99 دواعي إخفاء النون في غير حروف الحلق 272
100 إدغام حروف الحلق 276
101 إدغام اللام المعرفة 279
102 ادغام النون جوازا 280
103 ادغام التاء والدال والذال والطاء والظاء والثاء 280
104 ادغام تاء الافتعال والادغام فيها 283
105 ادغام تاء المضارعة في تتفعل وتتفاعل وتخفيفها 290
106 إدغام تاء تفعل وتفاعل ماضيين 291
107 الحذف 292
108 مسائل التمرين 294
109 الخط 312
110 الأصل في الكتابة تصوير اللفظ بحروف هجائه 312
111 الأصل في الكتابة أن تكون بالنظر للابتداء والوقف 315
112 كتابة الهمزة أولا ووسطا وآخرا 319
113 الفصل والوصل 325
114 الزيادة 327
115 النقص 328
116 البدل 332