مصباح الفقيه (ط.ق) - آقا رضا الهمداني - ج ١ق٢ - الصفحة ٤٢٣
يا فلان فقال (ع) فإنه يجب ويقول نعم ثم تقول ثبتك الله بالقول الثابت وهداك الله إلى صراط مستقيم عرف الله بينك وبين أوليائك في مستقر من رحمته ثم تقول اللهم جاف الأرض عن جنبيه واصعد بروحه إليك ولقنه منك برهانا اللهم عفوك عفوك ثم تضع الطين واللبن فما دمت تضع الطين واللبن تقول اللهم صل وحدته وانس وحشته وامن روعته واسكن إليه من رحمتك رحمة تغنيه بها عن رحمة من سواك فإنما رحمتك لظالمين ثم تخرج من القبر وتقول انا لله وانا إليه راجعون اللهم ارفع درجته في أعلى عليين واخلف على عقبه في الغابرين وعندك نحتسبه يا رب العالمين إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة التي يستفاد منها استحباب أشياء اخر أيضا مثل ان يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وان يقرء الحمد والمعوذتين والاخلاص وآية الكرسي عند وضع الميت في قبره ويفهم من جملة منها استحباب ان يدعو له بالمأثور قبل التلقين ومن بعضها بعده أيضا بل وفى أكثر أحواله كرواية إسحاق بن عمار المتقدمة وغيرها ثم يشرج عليه اللبن أي ينضد به لحده لئلا يصل إليه التراب ولا خلاف في استحبابه ظاهرا بل عن غير واحد دعوى الاجماع عليه ويمكن استفادته من جملة من الاخبار كخبر الحق المتقدم والصحيحة الآتية وغيرهما ولافرق ظاهرا بين اللبن وغيره مما يفيد فائدته كالاجر ونحوه ففي صحيحة ابان قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول جعل علي (ع) على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله لبنا فقلت أرأيت ان جعل الرجل عليه اجرا هل يضر الميت قال لا وينبغي سد خلله بالطين واتقان بنائه ففي خبر ابن القداح عن أبي عبد الله (ع) في حديث قال لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى النبي صلى الله عليه وآله في قبره خللا فسواه بيده ثم قال إذا عمل أحدكم عملا فليتقن الحديث ورواية عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) في حديث ان رسول الله صلى الله عليه وآله نزل على لحد سعد بن معاذ وسوى اللبن عليه وجعل يقول ناولني حجرا ناولني ترابا رطبا نسد به ما بين اللبنتين فلما ان فرغ وحثا عليه التراب وسوى قبره قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى لاعلم انه سيبلى ويصل إليه البلاء ولكن الله يحب عبدا إذا عمل عملا احكمه ومنها ان يخرج من قبل رجل القبر ففي عدة اخبار لكل بيت بابا وان باب القبر من قبل الرجلين ومقتضاه استحباب الدخول منه أيضا لكن في مرفوعة سهل بن زياد المضمرة قال يدخل الرجل القبر من حيث يشاء ولا يخرج الا من قبل رجليه ورواية السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال من دخل القبر فلا يخرج منه الا من قبل الرجلين وظاهر الروايتين كراهة الخروج من غيره لاستحباب الخروج منه والله العالم ومنها ان يهيل الحاضرون غير أولى الرحم عليه التراب باليد أو ظهور الأكف قائلين ما قاله أبو عبد الله (ع) فيما رواه عمر بن أذينة قال رأيت أبا عبد الله (ع) يطرح التراب على الميت فيمسكه ساعة وفى يده ثم يطرحه ولا يزيد على ثلاثة اكف قال فسئلته عن ذلك فقال يا عمر كنت أقول ايمانا بك وتصديقا ببعثك هذا ما وعدنا الله ورسوله و صدق الله ورسوله اللهم زدنا ايمانا وتسليما هكذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وبه جرت السنة وفى خبر السكوني عن أبي عبد الله (ع) قال إذا حثوت التراب على الميت فقل ايمانا بك وتصديقا ببعثك هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله قال وقال أمير المؤمنين (ع) سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من حثا على ميت وقال هذا القول أعطاه الله بكل ذرة حسنة وعن محمد بن الأصبغ عن بعض أصحابنا أنه قال رأيت أبا الحسن (ع) وهو في جنازة فحثا التراب على القبر بظهر كفيه والأفضل ان يحثوا التراب ثلث مرات كما في رواية داود بن النعمان قال رأيت أبا الحسن (ع) يقول إلى أن قال فلما ادخل الميت لحده قام فحثا عليه التراب ثلاث مرات بيده وعن محمد بن مسلم قال كنت مع أبي جعفر (ع) في جنازة رجل من أصحابنا فلما ان دفنوه قام إلى قبره فحثا التراب عليه مما يلي رأسه ثلثا بكفه ثم بسط كفه على القبر ثم قال اللهم جاف الأرض عن جنبيه واصعد إليك روحه ولقه منك رضوانا واسكن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك ثم مضى وينبغي ان يقول أيضا عند إهالة التراب انا لله وانا إليه راجعون كما ذكره المصنف وغيره بل من الذكرى نسبته إلى الأصحاب وكفى به دليلا لمثله ومنها ان يرفع القبر عن الأرض بمقدار اربع أصابع كما يدل عليه جملة من الاخبار ففي خبر محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) ويرفع القبر اربع أصابع ورواية عقبة بن بشير عن أبي جعفر (ع) قال قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي (ع) يا علي ادفني في هذا المكان وارفع قبري من الأرض اربع أصابع ورش عليه من الماء وعن حماد بن عثمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن أبى قال لي ذات يوم في مرضه إذا انا مت فغسلني وكفني وارفع قبري اربع أصابع ورشه بالماء ورواية عبد الأعلى مولى ال سام عن أبي عبد الله (ع) ان أبى استود على ما هناك إلى أن قال وان يربع قبره ويرفعه اربع أصابع الحديث ولافرق في حصول الموظف بين كون الأصابع مضمومات أو مفرجات ويدل على الأول ما رواه سماعة عن أبي عبد الله (ع) قال يستحب ان يدخل معه في قبره جريدة رطبة ويرفع قبره قدر اربع أصابع مضمومة وينضح عليه الماء ويخلى عنه ويدل على الثاني ما رواه الحلبي في حديث قال قال أبو عبد الله (ع) ان أبى امرني ان ارفع القبر اربع أصابع مفرجات وذكر ان رش القبر بالماء حسن وعن عبيد الله الحلبي ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال امرني أبى ان اجعل ارتفاع قبره اربع أصابع مفرجات وذكر ان الرش بالماء حسن ويحتمل ان يكون المضمومات أول مرتبة الفضل وجواز ما زاد إلى أن بلغ اربع أصابع مفرجات فيكره ما زاد عليها كما يدل عليه ما رواه عمر بن واقد عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) في حديث أنه قال إذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق اربع أصابع مفرجات لكن قد ينافيه خبر إبراهيم بن علي عن جعفر عن أبيه ان قبر رسول الله صلى الله عليه وآله رفع شبرا من الأرض وخبر أبي
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»