غريب الحديث - ابن سلام - ج ٤ - الصفحة ٩٥
أشد أنقا ولا أبعد شبعا من طالب علم، طالب العلم جائع على العلم أبدا (1).
ومما يحقق قولهم في آل حم أن السورة منسوبة إليه حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثني ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن المهلب بن أبي صفرة عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن بيتم الليلة فقولوا: حم لا ينصرون (2). فكأن المعنى: اللهم لا ينصرون،

(1) الحديث في الفائق 2 / 154 وفيه (أطول) مكان (أشد) وأطول مكان (أبعد) و (عالم) مكان (طالب علم) وقال فيه (الانق: الاعجاب بالمرعى يقال: أنق الشئ فهو آنق وأنيق - إذا أعجب وأنقت الشئ أنقا - إذا أحببته وأعجبت به).
(2) الحديث في الفائق 1 / 392 وفيه (قيل: إن حم من أسماء الله تعالى وإن المعنى:
اللهم لا ينصرون وفي هذا نظر لان حم ليس بمذكور في أسماء الله المعدودة ولان أسماءه تقدست ما منها شئ إلا هو صفة مفصحة عن ثناء وتمجيد وحم ليس إلا اسمى حرفين من حروف المعجم فلا معنى تحته يصلح لان يكون به بتلك المثابة ولأنه لو كان اسما كسائر الأسماء لوجب أن يكون في آخره إعراب لأنه عار من علل البناء ألا ترى أن قاتل محمد بن طلحة بن عبيد الله لما جعله اسما للسورة كيف أعربه؟ فقال: [الطويل] يذكرني حاميم الرمح شاجر * فهلا تلا حاميم قبل التقدم (البيت في اللسان (حمم) لشريح بن أوفى العبسي أو للأشتر النخعي قاتل محمد بن طلحة) منعه الصرف لأنه علم مؤنث والذي يؤدي إليه النظر أن السور السبع التي في أوائلها حم سور لها شأن... فنبه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن ذكرها لشرف منزلتها وفحامة شأنها عند الله عز وجل مما يستظهر به على استنزال رحمة الله في نصرة المسلمين وفل شوكة الكفار وفض خدمتهم).
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»