غريب الحديث - ابن سلام - ج ٤ - الصفحة ٢٠٦
وقال [أبو عبيد - (1)]: في حديث أبي هريرة: يوشك أن يعمل عليكم بقعان أهل الشام (2).
قوله: بقعان - أراد البياض لأن (3) الخدم بالشام (3) إنما هم الروم والصقالبة، فسماهم " بقعان " للبياض ولهذا قيل للغراب: أبقع (4) - إذا كان فيه بياض، وهو أخبث ما يكون من الغربان، فصار مثلا لكل خبيث (5).

(1) من ل ور ومص.
(2) الحديث في الفائق 1 / 106. وفيه (أراد خبثائهم... وقيل: أراد المولدين بين العرب والروميات لجمعهم بين سواد لون الآباء وبياض لون الأمهات. وفي حديث الحجاج: ان بعضهم قال له في خيل ابن الأشعث رأيت قوما بقعا. قال: ما البقع؟ قال: رقعوا ثيابهم من سوء الحال. شبه الثياب المرقعة بلون الأبقع).
(3 - 3) في: خدم الشام.
(4) في ل: الأبقع.
(5) كذا في المغيث ص 73 وقال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص 58 (لست أرى هذا التفسير بينا وأحسب أبا عبيد ذهب إلى أن أبا هريرة أراد أن العبيد يستعملون عليكم والبقعان هم الذين فيهم سواد وبياض وكذلك الغراب الأبقع ولا يقال لمن كان أبيض من غير سواد يخالطه: أبقع فكيف يجعل الصقالبة والروم بقعانا وهم بيض خلص وأرى أبا هريرة أراد أن العرب تنكح الإماء من الروم والصقالب فيستعمل عليكم أولاد الإماء وهم بين العرب السود وبين العجم البيض ومن تكن العرب قبل هذا تنكح الروم والصقالب إنما كان إماؤها السودان والعرب تقول: أتاني الأسود والأحمر - يريدون العرب والعجم ولم يرد أن أولاد الإماء من العرب بقع كبقع الغراب، وإنما أراد أنهم قد أخذوا من سواد آبائهم وبياض أمهاتهم كما أن في الأبناء بياضا وسوادا وهو مثل قو عمر ليلين أبناء الإماء حمر الوجوه محذفي الرقاب).
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»