غريب الحديث - ابن سلام - ج ٤ - الصفحة ١٢٠
وقوله: ليردنه علي ساعيه - يعني الوالي الذي عليه، يقول: ينصفني منه إن لم يكن له إسلام، وكل من ولي شيئا على قوم فهو ساع عليهم (1)، وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة: هم السعاة [وقال الشاعر:
(البسيط) سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا * فكيف لو قد سعى عمرو عقالين - (2)] [سعى عليها: عمل عليها - (3)].
وقال [أبو عبيد - (4)]: في حديث حذيفة تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تكون القلوب (5) على قلبين: قلب أبيض مثل الصفاء لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وقلب أسود مربد كالكوز مجخيا - وأمال كفه - لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا (6).

(1) في ل: لهم.
(2) من ل ور ومص والبيت لعمرو بن العداء الكلبي يقوله في ابن أخيه عمرو بن عتبة بن أبي سفيان وكان معاوية استعمله على صدقات كلب فاعتدى عليهم انظر اللسان (عقل سعى) والخزانة 3 / 387 واغاني 18 / 49 ومجالس ثعلب القسم الأول ص 142.
(3) من ر ومص.
(4) من ل ور ومص.
(5) في ر: القلب.
(6) زاد في ل ور ومص (قال أبو عبيد) حدثناه يزيد بن هارون عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة - الحديث في (م) إيمان: 231 (حم) 5: 386، 405 والفائق 2 / 138 وفيه قال الزمخشري: (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير) أي توضع عليها وتبسط الحصير من عرض العود على الاناء والسيف على الفخذين يعرضه ويعرضه إذا وضعه. وقيل (الحصير) عرق يمتد معترضا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها أو لحمة). وفي غريب الحديث للخطابي ج 2 ص 31 / ب: (ذكره (أي الحديث) أبو عبيد في كتابه ولم يفسره. ويقال: إنه أراد بالحصير حصير الجنب وهو عرق أو لحمة تمتد معترضا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها فشبهها بذلك. وهذا التفسير عن الليث بن المظفر - والله أعلم بالحقيقة والصواب).
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»